Friday 22 April 2011

أفيون


وحدهم الذين ينشدون خارج الجوقة يتسللون عبر ثقوب النسيان، ويغطون انفسهم –مكرا- برمل لذيذ ناعم، فتقوم عبثا ونشوة بنفض الغبار عنهم، لأنهم ابدا المنشدون خارج الجوقة

خارج الجوقة 2
أفيون

أن تسبح خلايا عقلك في سحابة قطنية. أن يسيل أنفك...ويسيل...ويسيل دون انقطاع. ان تدغدغ قدميك مكعبات ثلج زرقاء...حقا ما الأفيون؟ أن تسحقك بحة في صوت نصرت فتح علي خان. صوت متخم بالجسد وجسد متخم بالروح. وصوت يأخذك عبر ليال كازبلانكية، و قوم شقر يتدثرون عراة بجلابيب من حرير، يتقاسمون الحشيش وينطقون بتفاهات الحكمة الأزلية.

أفيون

سيأتيه والده في الحلم فيضع يده على حنجرته ويقول...ستغني.

رياح الجبال المثلجة تخدش حنجرته وتسهك صوته، حتى تخنق منه الحشرجة ويبقى ذلك الصوت المثلج الأفيوني.
الصوت! أمره هين... كيف ينفخ الروح؟ كما بوذا، سيثقل على كاحله، ويطوي قدمه تحت مقعده، سينتظر الخدر يسري في ساقه، ثم الاف الطعنات القلقة، نبضات الخلايا التي تصر على اعلان بقائها، لكنه سينتظر حتى يحلق فوق ساقيه فيطفو على ذاته.

هو يقبض بالحيرة على مستمعيه بالطفو بين السماء الأرض. فبينما تلقي أعينهم المرساة على جسده الثقيل المثبت إلى الأرض، يحلق باذانهم على كف الرياح الجبلية.
يطفو بين السماء والأرض... إذ كيف بوسع الناس أن يتفهموا أن هذا القوالي-التراتيل الصوفية العميقة- لا يخرج إلا عبر صيحات بربرية من عمق الجسد، من النبع الذي ترتوي منه الخطيئة. لكنه يسلبه من الشوائب في نقاء خيط أزرق رفيع .
هو بالذات- لم بكونوا معدون له، عندما حملوه إلى موطنهم كآلة مصاحبة. فرياحهم القارسة هو المناخ الذي يزهر فيه صوته وما دروا ذلك. لذلك حين جلس مواربا قرب الالات، كان يدرك أنه سيسرق العرض كله وينشل كل الاذان، لأن أباه اتاه في الحلم، ولأن الخدر يسري في جسده، ولأن الرماح تطعن حنجرته. ومن أجل ذلك لم يستغرب عندما نصبوه بقيثاراتهم الكهربية :جوبيتير.
وعندما يلمح الأطفال في بلده- القديم- ملصقا يدعو إلى حفله، جالسا على الأرض، محلقا فوق قدميه سيذكرون :كريشنا.


Pics from :http://withfriendship.com/user/mithunss/nusrat-fateh-ali-khan.php  

No comments:

Post a Comment