Friday 27 February 2015

بالنسبة # ارحل... ممكن دفرة؟

#ارحل
أين نحن الآن؟ في الغالب الأعم انو الانتخابات حتقوم -البشير محتاجها
مافي خيارات هسي - تأخر الوقت على ذلك- مافي غير خيار المقاطعة
هل وقعت على العريضة يا مواطنة ويا مواطن؟ انا وقعت
http://www.er7al.com/

حقو ندي الحملة دي دفرة/ نفخة/ او بلغة الكوفيرات :فيشل.  من  تعبير عن رفض للسيد الرئيس، حقو ندعمها بموقف سياسي صريح، وحقو الحاجة دي برضو نشوفها بالفصيح في كل الأحزاب المنادية بإرحل
#أرح

الموقف؟
 لا بد من تمهيد:
جدير بالذكر ان أكبر عقبة تواجه الحكومات التي تعقب الأنظمة الديكتاتورية والشريرة خصوصا في دول العالم النامي هي : الدين! (من ديون) والعقود الاستثمارية  المجحفة والمنح ذات الشروط المعسرة. كذا كان الحال كان في ارجنتينا بعد سقوط الحكم الديكتاتوري، والاوروغواي والبرازيل وتشيلي والاكوادور وبولندا. هذه التركة التي تخلفها الحكومات البطالة أشبه بالفايروس الذي ينخر أي نظام  ويهششه ويكبل يديه من احداث اي تغيير حقيقي مهما كانت شعبيته او صدق نيته. وبما انو قد وضح للجميع ان المجتمع الدولي يتحرك نحو نظامنا هذا بمفهوم : لا ضرر ولا ضرار... طالما لا مضرة تأتي منه.. فخليه على حاله

طيب... افتكر نربط استمرار هذا النظام باستمرار الضرر

ارى ان نصيغ تصريحا بليغا يوضح ان الانتخابات الحالية التي تأتي في ظل : مصادرة الحريات وقمع الناشطين ومنع النشاط المعارض وتصعيد الحرب في ظل وضع انساني متردي، والعبث بالدستور وفساد جعله بحسب مؤسسة الشفافية على رأس قائمة الدول التي يستشري فيها الفساد-هو نظام فاقد للشرعية وكذا انتخاباته 

لذا:

((اي دين او منحة او عقد استثماري يعقد في ظل هذا النظام ايا كانت شروطه هو هالك و تالف لانه تم اقتطاعه لفائدة نظام غير شرعي لا يمثل أحد، وعليه فإن اي تبعات لهذا الدين لا تقع على عاتق الدولة وبوسعها بلغة البشير: "ان تموصها وتشرب مويتها" وقد اعذر من انذر وكدا- وان هذا النظام ظل يقتات ويستقوى من هذه المنح والاتفاقيات المشبوهة والديون المجحفة ))

نصيغ هذا التصريح على ضوء ذلك كملحق لنداء حملة ارحل- وكذلك يكون موقف تتبناه الأحزاب السياسية المعارضة تحديدا المشاركة في حملة ارحل- اعتقد أن هذا يقوي من موقف الحملة داخليا وكذلك بموقف صلد في مواجهة المجتمع الدولي 
(بالنسبة لما سبق هذه الفترة من ديون متراكمة ومستحقة وعقودات استثمارية مجحفة فالمفروض الاحزاب المعارضة والناشطين والشخصيات القومية وكلنا في الحقيقة نقول انها ستكون قيد المراجعة والنظر لانها كانت من سلطة لا تمثل الشعب حقيقة وانها ذهبت لجيب افراد في النظام لا للدولة)

ثم بدلا من الذهاب الى الموقع لاضافة الاسم- فننادي على مصممي الابليكيشنات التلفونية أن يتم صياغة template يتيح للمتطوعين ان يتجولو في احيائهم ووسط معارفهم ليجمعوا توقيعات المؤيدين لارحل

فإذا؟ الرأي شنو؟


Wednesday 25 February 2015

من فريع البان- شعر تدلى



وأنا! أحن لل"بان" في الشعر
 وقد سئمنا حشرجات الريح في حلاقيم الشجر
احن لجذره الصبي
 يراود الأرض عن صمتها،
 انتصاره الأول يفض تقوى الحجر
لجذعه النبي
 يجادل العصافير عن افكها القديم
 وهرطقات السفر
لسلالة أفرعه النبيلة
 تجتاح السموات على صهوة المطر
لما حف به درب ذكرياتنا: صباحاتنا المهيلة
                            عصريات المقيلة
                            وليالي السمر
لظله الأمين
 يرمي بستره على حنجلة الزمان تحت مزاج القمر
يكتم عورة انفلات خطوها الماجن عن تم -تم القدر
(بالطبع كلنا يعرف انها في الحقيقة عجوز ذاهلة في مشفى عقلي تدق برأسها على فراش السهر)
فنحن نحن للبان في الشعر، وقد سئمنا ما استعصى على الترنم وتوسلات الوتر

لكن أصدقكم القول:
  حين يحاط بي -ويحاط بي كل حين-
                                                    فإنني أنشد الصخرة

Saturday 14 February 2015

نقطة انهيار "الجوكر" عمر البشير


بالنسبة لي فإن مشكلة الحراك السياسي تتلخص في مفهوم "نقطة الانكسار"، اذ يبدو لي ان كل الحراك السياسي يعمل على التصعيد نحو "نقطة انكسار" النظام، عند تلك النقطة  ينهار كل شيء، او عندما نحاول ان نكون اكثر واقعية نقول: ستنهار الكتل الأساسية فيه، والبقية يتم تفتيته في فترة حكم ديمقراطي متعدد. لذا تجد معظم النشاط السياسي المتعارض يتحرك نحو النظام مسكونا بهذه الفكرة، سواء عند التنظيم للتظاهرات او المسيرات بل وحتى عند الاستجابة لدعوة النظام للحوار او التفاوض او شراكة من نوع ما، اذ يتم التحرك نحو هذه الدعوة على امل التغلغل داخل عظم النظام وتفتيته من الداخل او السيطرة على مفاصل الدولة وتوجيهها نحو ما ينفع البلاد والعباد.



ونجد ان هذه الفكرة المسيطرة لا تؤثر فقط على الحراك السياسي بل الثقافي والاجتماعي أيضا، اذ دخلت في حوار مؤخرا حول احد النشاطات الثقافية والذي كان يحمل خيار القطيعة مع الدولة او التعاون معها، وهو سؤال عصيب عصيب يواجه معظم العاملين في هذا الحقل، اذ يكون السؤال هل انجاز الهدف العاجل (ويتم وصم النشاط بالانتهازية او الاستسلام ) ام انتظار الهدف الآجل المربوط ايضا ب"نقطة الانكسار"(و يكون ثمنه تعطل النشاط الثقافي او خروجه متقلصا). 

والحقيقة اننا لا نملك الاجابة على هذا السؤال. على الأقل أنا شخصيا لا املك الاجابة عليه. ولا بد لي أن أقر أنني ايضا مسكونة به ، حتى هذه اللحظة التي اكتب فيها مقالتي المشككة في "نقطة الانكسار"، اجدني غارقة في امال ان تتصاعد المظاهرات التي تدور الان في الحلفايا لتسري في بقية الأحياء والمناطق والبقاع نحو نقطة الانكسار. لعل سبب ذلك مربوط بحالة اليأس العامة بين المواطنين التي يقول بها الجميع والتي يتم توصيفها ايضا ضمن اطار نقطة الانكسار : اننا وصلنا الحد الذي لا حد بعده- نقطة الانكسار او الانهيار.

والحق يقال ان النظام الحالي قد مر في حياته بنقاط متعددة لا يمكن وصفها الا "بنقطة الانهيار" ولكنه : لا ينهار!! بدءا من القطيعة والحظر الدولي في بداية عمره، مرورا بالانقسام الداخلي في ١٩٩٩ابان مذكرة العشرة وما تبعه من انقسامات،  ثم نيفاشا التي فندت كل الحجج التي قامت بها الانقاذ وسلمت بها، انقسام الجنوب،  تصعيد الحرب في دارفور، انقلاب موسى هلال وتحرشات حميدتي بالنظام، تأزم الوضع الاقتصادي وترديه الى حدود تفوق المعقول والممكن، توعك البشير والململة الداخلية في حزب المؤتمر الوطني بعد تصاعد نفوذ الولاة في ولاياتهم، هزائم الجيش المتلاحقة في جنوب كردفان ودارفور. ولكن لا تدري لما لا تأتي نقطة الانكسار، ونبررها تارة بضعف المعارضة السياسية وتارة بخذلان المجتمع الدولي، وتارة اخرى بانهزامية الشعب بلا مبالاته .

لذا تجد معظم الانشطة السياسية تحمل في نواتها فكرة نقطة الانهيار، فكل مظاهرة او مسيرة يتم توجيهها نحو نقطة انكسار ، احيانا يتم زرع المحرضين داخل ما يعرف بالمسيرات السلمية المصعدين للعنف على امل ان يولد العنف عنفا مضادا ومن ثم يولد هذا العنف المضاد عنفا شعبيا عارما، او الركوب على ظهر الانقساميين والدخول معهم في تحالفات على امل توسيع الرتق داخل النظام، او اللعب بكرت الدخول في التفاوض الذي يزرع الريبة داخل القوى النافذة داخل النظام وتخشى ان يتم استبدالها فتخلق بذلك بلبلة تهز اركان النظام، او تفخيخ الحركات المطلبية لتوجيهها نحو صدام مباشر مع السلطة ومن تم سيناريو العنف العارم مرة اخرى.

كنت قد اقتبست مرة على الفيسبوك جزئية من مقال جميل للكاتب الباكستاني (طارق علي) يصف فيه حال النظام الحاكم في الباكستان ووقوفه عند نقطة انكسار ستحسم وجود الدولة او تفتتها الى دويلات مستقلة وذلك بسبب ضغط قوى اليمين المتطرف (والتي كان يستغلها النظام ذاته من قبل في قمع المعارضين وفي حروبه مع الهند) و ضغط المصالح الدولية المتعددة التي تبحث دوما عن نظام بديل يمرر اجنداتها، كل هذا على خلفية تململ شعبي من الاقتصاد المتردي وانعدام حالة الأمن في البلاد، كتب طارق علي هذه المقالة النبوءة وكان على بالي الصور والأخبار المنقولة تواترا عبر المحطات التلفزيونية حول الاوضاع المتأزمة في باكستان، من سيطرة للاصوليين في بيشاور وعمليات التفخيخ والتفجير لمخافر الشرطة والاماكن العامة ومن حالة الهياج الشعبي والضغط الامريكي على الجيش الباكستاني لقيامه بعمليات عسكرية لمصلحته وايضا دعاوي الفساد المواجه به الرئيس الباكستاني وقتها آصف زرداري (زوج بنظير بوتو) ، ثم عند خاتمة المقالة قرأت تاريخها والتي كانت لدهشتي عام 1986 ، اي قبل ما يقارب الثلاثين عاما من نبوءة المقالة. صحيح ان النظام العسكري وقتها بقيادة ضياء الحق كان قد تفكك مفسحا الطريق أمام حكومة مدنية ديمقراطية ثم نظام عسكري ثم ديمقراطية أخرى، الا ان كل تلك الانظمة المتعاقبة ظلت تعمل في ظل نقطة الانهيار تلك. 

وقتها خطر على بالي انه ربما تكون فكرة نقطة الانهيار هذه خاضعة للنسبية، ربما نقطة الانهيار تحتاج ثلاثين عاما او يزيد لا ثلاثين ثانية كما نتصور وكما نتمنى.




ثم خاطرة اخرى وانا اشاهد قبل ايام قليلة فيلم باتمان المسمى "فارس الظلام" ، في مشهد من الفلم وكانت قد عمت الفوضي والرعب مدينة غوثام، يذهب الجوكر-الشرير الى المستشفى لزيارة رجل القانون الوسيم "هارفي دنت" بعد انفجار كاد ان يودي به. سأل رجل القانون زائره الشرير عن خطته، ما الذي يريد ان يصبو اليه؟ ان يحققه؟ ما هدفه؟ ماذا بعد؟ فيرد الجوكر:
انا ليس لدي خطة، انا اشبه بكلب يطارد السيارات، لا يدري ما يفعل بها إن لحقها. انا اكره الخطط، المخططون يحاولون السيطرة على العالم بينما اريهم كم هي مثيرة للشفقة محاولاتهم تلك.  ويختم قائلا:
 I'm an agent of chaos
انا مجرد عميل للفوضى


"هي! دا ما عمر البشير زاتو!!" هذا الفرق بين الشرير المخطط "الترابي" وشرير الفوضى "البشير". بوسعك محاصرة شرير الخطة بمحاصرة خطته، بوسعك ان ترصد فيها نقطة الانهيار. اما شرير الفوضى فمن اين يمكنك الامساك به؟ ليس لديه نقطة انكسار. فهو نظام يقدم اي مساومة لأي طرف، ليس لديه ما يعرف بالحد الأدنى او الأعلى، يمكنه ان يقبل اي شيء او يرفض اي شيء، ليس لديه خط أحمر، ليس لديه ما يمكن ان تسميه "خسرانا مبينا" . فلو كان مكسبه سلطة حدودها متر*متر مربع لعد ذلك انتصارا. انني لا استطيع حتى القول ان هدفه السلطة اذ ان هذا المفهوم لا بد ان يحده خط فاصل بين ما يعده البشير ونظامه : سلطة وفقدانا للسلطة. نظام يعتمد على التقوت اليومي في تعاطيه في السياسة ، فاليوم هو على حال وغدا على حال آخر. 


في ظل هذه الفكرة المسيطرة يواجه العمل السياسي المعارض (والثقافي المستقل) عدة صعوبات:
١- الهتافية: او "السلوقانيرزم" كما يسميها الفرنجة. خطورة الهتافية في أنها تجعل العمل السياسي المنظم في حرج من التعاطي بما هو مسموح به في السياسة : من المساومة والمقايضة، والحد الأدنى من الفعل السياسي، والموازنة بين كفتي المكسب الاجل و العاجل حيث عادة ترجح واحدة على الأخرى. اذ ان مفهوم نقطة الانكسار يجعل اي مقايضة او مساومة تبدو في اطارها كبيع، او استسلام او.. خيانة

٢- التذبذب وفقدان المصداقية: من ناحية اخرى فإن محاولة مجاراة النظام واللعب في ملعبه توقع التنظيمات المعارضة في حيص بيص. فاليوم حوار وغدا قطيعة. اليوم تبادل مواثيق وغدا خديعة. مما يتسبب في فقدان التنظيم لمصداقيته امام جماهيره ويزعزعه داخليا وما نراه من انقسامات وتبادل الاتهامات.


٣-اليأس السريع وقصر النفس النضالي: اذ ان الهدف المصبو اليه كما قلت "نسبي الزمان" فكل مظاهرة او وقفة تخرج بهدف اسقاط النظام ترجع خالية الوفاض. وقد كنت حظيت بجلسة ممتازة بيننا-نحن- قدامى الناشطين وبين الأجيال الجديدة منها ، حيث قاموا بطرح سؤال محرج : ما هي علامة سقوط النظام؟ ما هو الشيء الذي ان حدث بوسعنا ان نقول اننا الان اسقطنا النظام؟ وهو سؤال ذكي اذ انه يدرك ان سقوط النظام ما عاد : استلام الكباري واحتلال مبنى الإذاعة وقراءة البيان الأول


يا للورطة... والعمل؟

الحنكة والحذاقة ، في رأيي انه لا بد من التخلي عن مساواة الفعل السياسي بالاكتفاء بما يمكن ان اسميه :الافضلية الأخلاقية. وهي السمة الغالبة في العمل السياسي، فلا بد من التخلص من حرير الموقف الأخلاقي الى تشمير ساعد العمل السياسي الجاد. بالطبع لا أعني الوقوع في درك العمل السياسي القذر: على الإطلاق!! على العكس من ذلك تماما، ارى ان القبوع في ماء الفضيلة الساكنة لم يمنعها من أن تتأسن، اذ ان الجمود لا بد ان يوقعك في التناقض لا بد ان يجعلك اكثر عرضة لريح التقلب وللسقوط (كما نرى الآن). 

الحل في رأيي ان تخط المعارضة "والحركات الثقافية" لنفسها ملعبها الخاص، تفرض فيه شروطها وتحدد فيه أهدافها، ان تفك الرابط بينها وبين النظام بأن تحل عقدة نقطة الانكسار، ان تحدد انتصاراتها بمعزل عنها- او فلنقل تضعها في دائرة اكبر من سقوط النظام ذاته، فتبني علاقاتها مع النظام بما يحقق تلك الأهداف "سقط ام لم يسقط"
حتى لا يبدو كلامي مبهما- واختم هنا هذه الكتابة بالحديث عن حملة مقاطعة الانتخابات.
انا بطبيعة الحال اؤيد هذه الحملة الآن لأنه ليس من الحنكة مخالفة حملة تم حشد الجهد لها واصبحت تمشي على قدم وساق ، بعض العمل السياسي يحسن فيه الوحدة وان كان على حساب رأيك الشخصي. الأمر - في توقعي- اشبه بالحافلة التي كانت في فيلم "سبيد" ، حيث كانت الحافلة على الكوبري الذي تتوسطه فرقة كبيرة ، اذ ما تم تهدئة السرعة تنفجر الحافلة بقنبلة مزروعة فيها، فما كان الحل الا الضغط على دواسة البنزين بكل قوة ودعمها حتى تجتاز الحفرة.  هذا ما اراه الآن ان ندوس بنزين حتى نجتاز الحفرة، وتواصل الحملة مسيرتها التي ستنتهي بعد نجاحها الى طريق مسدود - اذا نجحت في نزع الشرعية عن نظام لا يحتاجه بقدر ما يتجمل به، وهو تجميل لا يبالي به المجتمع الدولي كثيرا طالما أن النظام يسير في التراك الموضوع له، غايتو ممكن يسبب ليهو شوية حرج. 
في رأيي انه كان من الأفضل ان يحدث السيناريو الذي حدث في زيمبابوي، ان تدخل المعارضة بكل ثقلها السياسي وان تشمر عن ساعد العمل الجاد، وتواجه الخسارات التي لا تبد ان تلطخ يديها لتخرج بالمكاسب التي في ملعبها هي لا ملعب الحكومة. وهي مكاسب لا حصر لها. اقلها انها ستخرج العمل السياسي من دائرة الهتافية نحو مواجهة حقيقية وستحدث تغييرا نوعيا في طبيعة العمل السياسي اليومي والآجل كما حدث في ليبريا وكما يحدث في زيمبابوي. وانها ستعطي قبلة حياة للحركات المطلبية والتي لا بد لها ان تهيمن على المشهد السياسي، وقد كانت خطوة سباقة ان يمثل الدكتور أمين مكي مدني ما تم تسميته "بمنظمات المجتمع المدني" عند التوقيع على نداء السودان. اعني كلمة "سباق" بمعنيين ، انها بالفعل خطوة مبادرة ولكنها ايضا سابقة لحقيقة لم تتجسد بعد في السودان. الحركات الحقوقية والمطلبية هي المنوط بها احداث التغيير الجذري في البلاد والذي كنت اعلقه في رقبة الاحزاب السياسية والتي يجب ان ينحصر دورها في دعمها وتبني توصياتها وتوجهاتها لا القيام بدورها كما كنت اظن في السابق.

اطلت عليكم، اقول قولي هذا وقلبي لا يزال معلقا بنقطة الانكسار التي ستودي بأجل النظام (مفيش فايدة)

Monday 2 February 2015

صورة المثقف الذي تحب- عمر عشاري

(المقال دا كان مفروض يكون مهدى اليه في يوم زواجه لكن القلم ليهو رافع)
في مرة استمعت للفنان الكابلي في محاضرة له للجالية السودانية بالامارات، يرجع فيها مصدر "مثقف" الى التهذيب من "ثقف السيف اي هذبه وشذبه" ، الى جانب ما قد يتراءى لكم من صورة الانسان المدنقر راسو وبيقول لو سمحت / شكرا/ من فضلك ويحمل منديلا مطويا في جيبه. فيمكننا القول بأن المثقف هو من قرأ وسمع ورأى ما يكفيه لأن يجد عذرا لفجاجات البشر، فيحسن وضع نفسه مكان الاخرين، من لا يكتفي بظاهر الاشياء بل ينظر الي مكامنها ومنابعها من يحمل ميزانه اكثر من كفة.
وازيد بما عرفته عن هذا الشاب، فهو الذي لا يمسك طرفا من جواب الا وحمل معه طرفا من سؤال، ولا تخدعنك علامة الاستفهام التي تعلو جبينه على الداوم، فكنانته مليئة ب" لعل" و"اغلب الظن" و"ربما" وهي ما يبتدر بها اجاباته. فالجزم عنده اغلاق باب، وهو يحب ان يترك باب الاجابة عنده مواربا للاحتمال والمحال (المحال في ظن العوام وليس في ظن من تدبر صروف الحياة وعرف ان المحال ممكن)-كذا هوالمثقف الذي تحب
هو الذي يحسن النفاذ في ما قد تكلس بتكاثر الرأي والتداول والمناولة حوله، كتلك المشاهدات التي سجلها ابان انفصال جنوب السودان: قعدنا نشجب أو ندين أو نحلل أو نراقب ونقارن ونتداول كاريكاتيرات الحزن والعار، بينما حزم هو حقيبة السؤال، وركب الطائرة واتجه الى جوبا فنقل تلك  المشاهدات الحية والمشاعر المختلطة بدءا من المسافرين العائدين، للمستقبلين في المطارات للمحتفلين في الطرقات للونسات الجانبية التي تستشرف المستقبل المجهول – (ده واحد من اجمل بوستات سودانيز اون لاين )- بالمناسبة هو ما صحفي، وقد حسدته جنس حسادة على قدرته على مطاردة السؤال ، البركة العاد منها سالما غانما.
وصلة البوست المعنون ب"جوبا ززكنت قريبا منها وغريبا عنها" http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=print&board=340&msg=1309450317&rn=

وانا لا أبالي لأستذة يوليني اياها، او حرص له على تقصي رأيي، نحن برضو شقينا المقابر والاضرحة و سير الصالحين  وقرأنا :كان ذو السر يتخفى بالتتلمذ كي لا يكشف سره. فاااا شنو؟ الحركات دي ما بتمشي فينا. اذ اني اذكر قبل اثني عشر عاما في حرم جامعة الخرطوم  أحد أهم الأحداث في حياتي، والتي انسب لها النقلة الهامة اليها حولتني الى انسانة ما بيض– والحمدلله زي ما هو واضح لي انا ما بيض!  رغم اني قرررربت  لولا رحمة ربي وما فتح الله به على ولدنا عمر عشاري أحمد ضمن اخرين
المكان: نجيلة كلية القانون المطلة على شارع المين
 الزمان : 2003 وقد حمي الوطيس لانتخابات اتحاد طلاب جامعة الخرطوم المعطل لما يقارب العشرة اعوام ( دفع يا ولداه دخلت وتخرجت دون ان تبصر اتحادا)
الحال: الحق بين والباطل بين، الحق طبعا كان قائمة التنظيمات الوطنية  (تجمع+ حزب امة+ فكة) والظلم طبعا (الكيزان وما تشابه علينا) – يعني الحال واضح، هل في كلام ممكن ينقال؟ يا ابيض يا أسود
والحال على ما قد وصفت، كذا كان سيتشكل الوعي الذي كنت سأتخارج به من سنتي الأخيرة في الجامعة، لا حولاا ربك لطف لكن، كنت هسي حكون نوع الناس المهللون لكل تحالف وطني عريض والمستبشرون لكل تداعي كيزاني. انعقدت سلسلة من اركان النقاش في نجيلة قانون اعدادا للانتخابات، مررت عليها ظانة انها كمثل غيرها من الأركان التي كانت تؤطر لفكرة ان المشكل هو الكيزان والحل هو "تحالف القوى الوطنية". كان يتوسطها عمر عشاري بأناقته التي تعرفون (بالمناسبة نفس القشّيطة الياها من ايام الجامعة) ، ثم ارهفت وسمعت العجب، كانت سلسلة من المحاضرات المصغرة المنادية للمشاركة في انتخابات اتحاد طلاب جامعة الخرطوم بغض النظر عن المصوت له ، كانت تتحدث ان النصر لأي الطرفين لن يغطي على فضيحة ضعف المشاركة في العملية الانتخابية ( جدير بالذكر انه كانت قد فشلت اكثر من دورة انتخابية في جامعة الخرطوم بسبب عدم اكتمال النصاب) خاصة بالنسبة لنا كطلبة جامعيين والمثال المحتذى في دول عالمنا "الثالث" و"النامي"، وان حق الاقتراع و فهم فكرة التفويض –كما سيتاح لي لأن اعرف لاحقا- هي احدى العقبات الأساسية التي تواجه افريقيا الأمس واليوم. وقتها كنت اظن حقا ان الديمقراطية معلقة بطرف ثوب تنظيمك المفضل في أدنى حالاته أو بطرف جلباب تحالف المعارضة العريض في أفضل حالاته، لا أنها نظم ومبادئ واسلوب حياة الخ – يومها حينما كان يحتفل الطلاب بنجاح قائمة التنظيمات الوطنية ، كانت كلية قانون بكافة تياراتها تحتفل بنسبة تصوبت مائة بالمائة، كان ذلك الحدث محوريا في حياتي، كان فاتحة اطلاعي فيما بعد على نعوم تشومسكي و برتراند راسل و ارونداتي روي وجملة الاولياء الصالحين.

تصادف ان عمر يعمل بقسم المسئولية الاجتماعية المؤسسية بدال- اقول تصادف لانه كل ما فعلته انها وضعت بعض صفات الرجل في اطار، لكن بالنسبة لنا الذين عاصرنا طالب كلية القانون فإننا نذكر سبقه الهادئ والمتعقل في كل مواقع "المسئولية" التي تتمناها لنفسك، سواء كان ذلك مطالبة بحق، او نصرة مظلوم، او جبر خواطر- بكامل اناقته التي تحير (هو ونادرين رغيم- انتو بتجو قاشرين للوقفات الاحتجاجية ليه؟مش تعملو حساب المطرة؟ J )  
وفي يوم الجمعة ستقام ندوة يديرها عمر عشاري حول "الفكاهة في اطار التنوع" في منتدى دال ، وكعادة الحوار الذي يبدو انه انقسم بين ادانة فرق الكوميديا التي اشتهرت بالنكات التي تعمد الى تنميط الأعراق والقبائل والنساء والقول بأنها تؤجج لنيران التفرقة وبين تبرئة هذه الفرق كونها جزء من واقع معاش فهي لم تبتدع بدعة العنصرية والشوفينية الذكورية. ارى انه كعادة النقاشات التي يكون عمر عشاري داعيا لها وجزءا منها، أن الأمر سيخرج من هذه القطبية والثنائية المحصورة في التبرئة والادانة، وانها ستتفرع للحديث عن الفن وعن التشابكات الثقافية/ الاجتماعية/ الثقافية والسياسية. اننا سنترك الباب مواربا للاحتمال والممكن .




لحوظة: ليس للمقال علاقة بحملة مقاطعة الانتخابات الرئاسية الحالية- الحرص واجب برضو من الناس القدرتهم التحليلية عالية شديد