Thursday 23 April 2015

طوعنة النسوية- تصبيرة

 هذا المقتطف  من خطاب ارونداتي روي- والذي هو أقل من دقيقتين-  يتحدث عن  "طوعنة النسوية" ولعل بعضكم قرأ ترجمتي لخطابها "طوعنة النضال"
بالطبع إنني أرى أن المنظمات والجمعيات النسوية السودانية تحديدا قد نجت إلى حد ما من عملية الطوعنة التي تتحدث عنها ارونداتي. فليس من الغريب أن جامعة الأحفاد في فعالياتها حول الختان والعنف ضد المرأة و الأمية أنها تستصحب أيضا قضايا النزوح والتحول الدستوري ونزع السلاح..الخ. ليس غريبا أن تلتفت احدى القياديات النسوية في تجمع ملاك مشروع الجزيرة السيدة زينب بت الشيخ الأمين وعضو الحزب الشيوعي إلى الصوت المفقود في النقاش الدائر حول المشروع (عمال المشروع الذين لا اراضي لهم -أي عمال الكمبو)- ليس غريبا أن تكون على رأس المتصدين لقضية سد المناصير هي الراحلة سعاد ابراهيم أحمد احدى قياديات الحزب الشيوعي. ليس غريبا أن المصادمين الأساسيين لقانون الأمن الوطني وقوانين الصحافة هن من النساء ،ليس غريبا أن القيادات النسوية في المنظمات النسوية يأتين من خلفيات سياسية واقتصادية واثنية متنوعة وحيوية أكثر من الأحزاب السياسية.
لذا فلنقل أن هذا المقتطف مجرد "لفت نظر"

تنويه ١: ورد في عنوان هذه التدوينة كلمة "تصبيرة" إذ أنني اترجم مقتطف من مقال ارونداتي حول هذه الظاهرة بتوسع (بضع اسطر ليس أكثر- لا داعي للقلق)
تنويه ٢: للناطقين بها اضغطوا الرابط ادناه، ولمن تطربهم ترجمتي تجدونها في الفقرة القصيرة أدناه واوصيكم من بعد أن تضغطوا الرابط فالمتحدثة بهجة للنظر ولذة للمستمع 


ارونداتي روي:

إن الفشل في ادراك أن المساواة بين الجنسين هي جزء لا يتجزأ ولا يتجاوز من عملية التغيير الثورية، وأنها ليست مجرد وعدا ينجز في مرحلة ما بعد الثورة، قد ساهم في تغريب العديد من النساء التقدميات ، وأقصت أعدادا كبيرة عن النضال التحرري.

الحركة النسوية التحررية في الهند وكذلك حركة "المنبوذين" قد اضحت مطوعنة بشدة . الكثير من هذه المنظمات قد أنجزت عملا مقدرا في الجندر، الجنس وعاملات الجنس،  الهوية الجنسية والمثلية، في الصحة ، الإيدز وكل هذه الأشياء. و طالما أن عملهم هذا لا يسائل الأسس الإقتصادية للإمبراطورية النيوليبرالية الجديدة، سيستمر الدعم المالي لهذه المنظمات.
لذا ترون؟ الناس الذين يصنفون بأنهم "نسويون" رسميون ، والمجموعات النسوية الرسمية ستظل بعيدة كل البعد عن قضايا نسوية راديكالية كالنزوح، حيث المرأة هي الأكثر تضررا ومعاناة.  لماذا لا نجد هذه المنظمات  عند اعتصام النارمادا (اعتصام ضد بناء سد يغرق اراضي المزارعين)  أو في تشاتيسورث (حيث تشن الحكومة حربا على السكان الأصليين لإخلائهم عن اراضيهم لصالح شركات التعدين ) ؟ لأن تمويل المنظمات الطوعية لا يسمح لمثل هذه الأشياء أن تكون ضمن أجندة عملها.
والان في هذه المرحلة التي تمر فيها الرأسمالية بأزمة حقيقية ، هذا الوقت يتطلب من اليسار أن يصنع خيالا جديدا ومرنا وأكثر شمولا 

No comments:

Post a Comment