Thursday 12 June 2014

مشهد ثاني من التغريبة الفلسطينية


(الخلفية: نكسة ٦٧ يونيو.. صلاح وخليل يدرسان الطب في مصر.. صلاح يدخل في حالة  احباط)

صلاح وقد نمت لحيته يجلس مطأطأ الرأس على المنضدة يقترب منه صديقه خليل

خليل: وبعدين؟ لوايمتى بدك تضل هيك؟ قوم احلق ذقنك وغير قوم

صلاح يكتم بكاءه،ينهج،يصاب بالغثيان،يتقيأ،يخرج من الحمام ويخاطب خليل بقرف لا يكاد يكتمه

صلاح: انا اسف! انت اكيد رايح تكون طبيب احسن مني

خليل: تعتقد اني مش متألم زيك؟ انا بقطر دم من جوة،بس من الحزن والغضب مش من اليأس، اللي بكوا من الفرح والتفاؤل الوهمي لما بدت الحرب هم الببكوا الان من اليأس،موقفين متناقضين ظاهريا بس المصدر واحد، اللي علق امالو على عصا سحرية بيملكها واحد او اثنين ،الشيء الطبيعي  ينهار عالمو كلو مع انهيار المثال النموذج 

صلاح مجرجرا اقدامه متجها الى غرفته. خليل يستوقفه يمسكه من كتفيه ،يهزه

خليل: وين صلاح اللي كان متمرد غاضب دائما ؟ وين صلاح اللي كان يهز قبضتو في وش الدنيا كلها؟

صلاح:  انا مش فاهم انت منين بتجيب تفاؤل هسه؟ شو ظل؟ ما خلص!كل إشي انهار!

خليل: انهار الحيط المايل ،المتصدع اصلا ،اللي كان مايل على روسنا وضاغط علينا حتى ما نشوف ابعد من رجلينا ،ولك يا صلاح، ممكن تكون الآن فرصتنا التاريخية!

صلاح (متهكما) : هه! فرصتنا التاريخية! لازم يكون في خطأ اساسي متأصل فينا احنا ..جوانا

خليل: مين احنا ؟ هه! هياك.. هياك بتوقع في الفخ الثاني الخطر،خلط الاوراق في سلة واحدة، يا بنقبلها كلها يا بنرفضها كلها، يا إما الانتفاخ الفاشي الكذاب، يا إما العدمية المدمرة، يا إما احنا العرب افضل ناس واحسن ناس واعظم ناس في كل الأزمان، يا إما احنا العرب أسوأ ناس .صدقني، الثاني مش رد ع الاول،بالعكس يمكن يكون نتيجة إلو التناقض سطحي.. بس الاثنين بينبعو من المصدر نفسو ..صفات مطلقة للأمة خارج التاريخ ..الاثنين بيتجاهلو حقيقة انو في مواقع ومواقف وظروف تاريخية ...ناس بتشد لفوق.. وناس بتشد لتحت 

صمت... ثم صلاح يهز رأسه موافقا... خليل يربت على كتفه

 المشهد على الرابط التالي: 

من الدقيقة ٤٠:٠٠ الي الدقيقة ٤٣:٠٠ 



No comments:

Post a Comment