Wednesday 4 June 2014

على استحياء

لعله يشقّ على الصحاب انهم يرون في التشريع غلظة ومشقة
ينتشر خبر عن رجم سيدة حتى الموت فيوجمون.. يُخَلِّص المرء ضميره بقوله "ذا مراد الله" ثم ينفي الحدث بعيدا في اضابير الذاكرة.. اذ ان هناك خاطرة خطيرة تومض.. خاطرة تلح عليه قد توقعه في مأثمة
اي خاطرة؟
تلك الخاطرة التي تُقر بالخبر لكنها لا تُقر بصورته
بمعنى تقر بالخبر مكتوبا : رجم سيدة حتى الموت
لكن نفسه لا تطاوعه على تَخيّل صورة امرأة ملقاة على الارض ويافوخها تتناثر اشلاؤه على الحجار
 اناالخاطرة دي كانت لا تفارقني في زمان مضى،وكنا في سن الغي والضلال ،ينكر قلبنا حرب الجنوب،ولا ينكر خبر   الجهاد لإعلاء كلمة الله:(وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله) -سامحهم الله وسامحنا

نرجع للخاطرة
فيراجع المرء ضميره : أمر احتمله ابوبكر وعمر وخالد ويشق عليك؟
عاوزة -يا نفس- تعملي روحك احسن من من ناصروا سيدنا النبي ولازموه  واخلصوا للدين؟
 طيب الوعي مقدور عليهو،اها،دسنا لايك:على خبر :رجم امرأة حتى الموت
وكمان كية في النفس الامارة بالسوء كتبنا: يخوانا الكلام دا محسوم في الدين
 لكن القلب ليه مخالف؟ مافي غير مقولة ابن رواحة في مؤتة
"اقسمت يا نفسي لتنزلن.. لتنزلن او لتكرهن"
فنغلّظ على انفسنا ونروعها ونردعها بما هي اهل له،وفي خضم ذلك الصراع ترتسم على الوجه معالم الغلظة او اليأس او ما قد يسميه البعض سمت الدين والتقوى
اذا ، بالغلظة والنهي والردع يستقيم الامر لبعضنا
بينما يختار بعضنا الاخر النسيان والتجاهل وامساك النفس عن الفتن
ثم نذكر انفسنا بأن ذا زمان القابض فيه على الدين كالقابض على الجمر
ونطقطق بالستنا راثين لحالنا وعلى حرقة الدين
" وكأنو ديل انحنا القابضين على جمر الدين وكدا"

هناك قصة مروية عن ان خالد بن الوليد كان قد شهد رجم السيدة الغامدية ورماها بحجر غليظ فطش دمها على وجنته  فسبّها ، فنهاه سيدنا النبي معليا من توبة الغامدية

 ان التغيير الذي احدثته الرسالة النبوية في المجتمع انذاك هو نحو  التهذيب والترقيق لا الغلظة، الاصل في المجتمع   كان الغلظة ،فالذي يرجم سيدة كان قبل اعوام قليلة يدس ابنته حية في التراب
والذي يقتل خارجا عن الدين ولو كانت أمه (كما قال احد المعقبين في الفيسبوك ) كان قبل شهور قلَة تأخذه حمية العصب والدم فيسفك دم كبير وصغير.،ولعله من اجل هذا كان صدور الامر النبوي الاوّلي بالنهي عن زيارة القبور كي لا تثير عصبية الدم. فالمرء يرى دم ابن عمه مسفوكا فيغلي رأسه وينسى عهد الاسلام طالبا دم ابن عمه ولا يبالي قتل في حق ام باطل
كان الدم مبذولا مسفوكا في الهينة والقاسية لأجل عصبة الدم ولا صوت يعلو عليها،دوننا  داحس والغبراء (كانت في سباق فرسين) ودوننا حرب البسوس (في ناقة) فحد الاسلام ذلك وعٌصمت الدماء (لم تبذل) وكنا نقر أ ان المقر بوحدانية الله تُعصم دمه. قد يتخيل المرء :أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله- تتخيل  صورة للسيف مشرع على  كل الرقاب حتى تشهد ان لاإله الا الله،لكنها أيضا كانت ميثاق عهد جديد تعصم فيه الدماء من  فورة العصبية والقبلية والسلب والنهب بغير وجه حق نحو ميثاق أوسع يعصم فيه دمك ومالك تحت كلمة بغض النظر عن اصلك وفصلك وعرقك وأي عصبية قديمة. يعني احتمالات سفكك بعد عهد الاسلام انخفضت من ٨٠٪ الى ٣٠٪ في المية

كانت الفتاة جالبة العار على أهلها تقتل،لكنها في العهد الجديد تجلد
كانت من تمد فرشا لغير زوجها فيراها مع غيره يسفك دمها في الحال (اللي هي هسي بسموها جرائم الشرف ولحظة  
غضب)  لكنها في العهد الجديد تحلف اربعا وتعصم دمها

كان المشهد مشهد الدم المسفوك والغلظة  وكانت رسالة الاسلام نحو العصمة واللطف

وكأن الناس كانوا يخوضون في الدم حتى الرقاب فجرهم العهد الجديد حتى الركب.،والمراد الخروج من بركة الدم ومن حال الغلظة
يقول الاستاذ: وكأن النبي اتى من المستقبل الى القرن السادس الميلادي ليخاطب قوما هم دونه في ادراك العهد الجديد
 اشوف سيدنا النبي يتأمل مقابر شهداء احد الاوائل متحسرا على دماء سفكت كانت اهلا لأن تعصم مرددا واشوقاه .. لاخواني الذين لما يأتوا بعد. قوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني
قوم يؤذيهم مشهد الدم المسفوك والغلظة

الانسانية ظلت تخرج من اطوار واطوار تهذبت فيها،ودخلت في عهود عصمت دم الانسان وصانت كرامته،فأصبحنا نقر ان للانسان حرمة ايا كان  دينه او عرقه او جنسه او حاله،حرمة لدمه وماله وكرامته

 فخرجنا بعناية ربنا ثم ببركات اللطف البشري وبلغنا في بركة الدم مبلغ الساق فلا تكون الحسرة على عهد كان يخوض فيه المرء في الدم حتى ركبه-ولو كان  صحابيا 

No comments:

Post a Comment