Monday 21 November 2016

تعاضدية الكارثة

تعاضدية الكارثة


أذكر قبل فترة طالت أني كتبت مقالا اسمه "طوعنة النضال" هو عبارة عن ترجمة حرفية لمقتطف من مقال للكاتبة أرونداتي روي، كتبه على إثر افتتاح مجموعة شارع الحوادث لعنبر غسيل للكلى لو لم تخني الذاكرة.
كتبه مبتورا لما ظننته ماضي قريب حاضر في ذهني لذا بدا وكأني أبخس من قيمة هكذا مبادرات، وكأني أضعها قبالة النضال في مواجهة وتنازع. وكنت قد كتبت المقال لسببين الأول هو ما يعرف بـ "رهق المتبرع" و الثاني خوفا على ضياع جهود هذه المبادرات المهمة.

رهق المتبرع: أول تجربة لي مع هذه المبادرات الخرطومية (من النشأة)، كانت عبر التماس من صديق أن أجمع تبرع لمريض يحتاج مساعدة مستعجلة. ولخاطري عند الصحاب تم تجميع المبلغ بسرعة مذهلة، أرسلتها للصديق في التو والحال، لم تمضي ثوان حتى أتصل بي لجمع تبرع لحالة مستعجلة أخرى. هذا هو رهق المتبرع والذي يحمل في طياته الكثير الذي يجب مخاطبته كتنويع مصادر التبرع، منح المتبرع احساس جدوى عمله ، لا أنه يردم بقبضة تراب حفرة أبدية، أو أنه يرتق فتق أبدي. وهذا ينقلني للسبب الثاني.

عندما ترجمت طوعنة النضال لم يكن ذلك على خلفية بعض النداءات التي ترى في المبادرات الخيرية تعطيلا للثورة أو النضال بهذا الشكل المباشر، انما كان كما قلت بسبب ذاكرة حاضرة. فمعظمنا نحن الذين نشأنا بالمدن الجنوبية (جنوب الخرطوم و مدني) ، المدن غير الوسطية والقرى والحلّال، نحن نعرف الدولة المنحسرة لا المتمددة منذ الإستقلال. فعندنا تبني الدولة هيكل المستشفى الأساسي، ويكمله أبناء وبنات المدينة البررة  من تجارها ورأسمالها أو المغتربين في أواخر السبعينيات والثمانينيات، فكان أول ما يحرص عليه المغترب/الرأسمالي هو إكمال هيكل الدولة، سواء كان ذلك تهيئة عنابر كاملة مجهزة، أو تسوير المدرسة، أو تعمير مكتبة، أو إضاءة المقابر أو ضيافة ودفع ماهية مهندسي الكهرباء لتوصيلها للحلة الخ الخ. لكن الفارق كان ما يعرف ب"اللجنة الشعبية ل"، كان قصاد كل عنبر و فصل أو عمود كهرباء ، قصاد كل تبرع لجنة للقيام والإشراف والمتابعة والإشراف ونعم- الإدارة للمجهود المقدّم. 
أذكر النقاشات التي كانت تجمع حبوباتنا وخالاتنا وأعمامنا حول تفصيل ما ، مراجعة نظافة العنابر، صيانة ماكينة، متابعة تقصير في المنشأة. 
هذا ما قصدته. وهذا الذي تعكف عليه الكثير من القرى والحلّال بفاعلية منذ الإنحسار المستفحل للدولة. لجان شعبية لإدارة المجهود الخيري.

وما فائدة هذا؟ هذا العكوف من المجتمع المحلّي حول المجهود الخيري جعلهم أكثر ارتباطا به، (والله قال بقولهم) إن حاولت الدولة أو غيرها المساس بهذا المجهود بأن تفرض عليه رسوما أو تخصخصه أو تصادره. 

المصطلح الذي هو في صعود على عدة أصعدة في العالم اليوم هو "التعاضدية" و "تعاضدية الكارثة"، التي لا تُغيّب مفهوم المقاومة والمطالبة بالحقوق والنضال. لكنها في ذات الوقت تستدرك التوحش الذي أصاب المجتمعات (تحديدا في الغرب) الذي بدأ منذ الثورة الصناعية ثم استفحل جراء توحش الرأسمالية وانحسار الدولة . وأصبحت تستلهم قيم الصمود من تعاضد وتكاتف المجتمعات المحلية القروية أو البدائية، كالتشاركية والتعاونية وتوزيع المهام واقتسام الخيرات. 

هذه التعاضدية أصبحت جزءا حيويا من حركات الصمود ضد التغير المناخي. مجتمعات السكان الأصليين في أمريكا الشمالية و في الهند في دلتا النيجر أصبحت الملهم والمبلور لرؤية "الصمود في وجه كارثة المناخ" وقد حرصت الكاتبة ناومي كلاين على تخليل صفحات كتابها (هذا يغير كل شيء) بهذه الرؤية كالأمل في خلاص البشرية من كارثة المناخ وكارثة استفحال الرأسمالية وآفة الإستهلاك

"الأرض يرثها المستضعفون" هذه البشارة التي ربما لا تعني أنه سينقرض الجميع ولن يبقى سوى المستضعفين، بل لعلها تستبصر أمرا في المهمشين في الأرض (السكان الأصليون- المجتمعات المحلية- النساء) الذين استطاعوا مواجهة ضراوة التاريخ وضراوة الحاضر بمكنيزمات البقاء عبر التعاضد 

اليوم أصبحت مجتمعات ملح ملح الأرض تمسك بالطبشورة ويجلس العالم مستمعا. هذه فرصتنا نحن أيضا أن ننظر إلى أنفسنا ونستلهم سبل البقاء.

الكثير منا يتطلع للحركات النضالية والتحررية التي برزت في القرن الماضي والتي تشهد معظمها انحسارا اليوم، في أحراش أمريكا اللاتينية أو في جبال شرق أوروبا مع العالم الرقمي السريع الذي أصبح لا يطيق "السرديات العظمي" لكن يبدو أن له طاقة للتجمعات الصغيرة وكيف السبيل إلى ذلك؟  المشعل اليوم في يدنا نحن الذين لطالما شنأتنا حركة التاريخ. فماذا ترانا نقول؟

مبادرة توزيع الأدوية في ظل أزمة العلاج الحالية واجهت موقفان كلاهما صحيح، لكن ليس صحيح أنهما خياران منفصلان لا يستقيم أحدهم بوجود الآخر، . فلا بد من إحياء سنة لجان الأحياء واللجان الشعبية (الحقيقية مش الحكومية) في إدارة هذا المجهود. أما المبادرات المدينية المركزية فمصيرها الرهق.


أي لجان مرتجلة تفي، أي مجموعة بيوت في حي تفي لتكوين لجنة، المسجد (كما كان يدرك يساريونا زمان) فرصة كبيرة لرسم خريطة وحدود لجنة شعبية. 

لماذا فقط الوقفات؟ والمقاطعات؟ والإضرابات. سود أمريكا في ستينيات الحركة المدنية ابتدعوا "اعتصام الجلوس" و "رحلات الحرية" ، طلاب الجامعة ومثقفي امريكا في سبعينيات مناهضة الحروب الأمريكية ابتدعوا "اعتصام المحاضرات" . طلاب الجامعات السودانية في تسعينيات الإنقاذ ابتدعوا مهرجانات الإعتصام التي لم تستطع السلطة ولا الطلاب الإسلاميين محاربتها، مهرجانات من الغناء والشعر والمعارض تجعل الذي لا يهم بالإعتصام ينشده بهذا الثراء المعرفي.

الأيام والخيم الصحية (العيادات المرتجلة)، وموائد وتجمعات الإطعام وأسواق الرزق المرتجلة والفعاليات الترفيهية البسيطة، الأيام التعليمية (المدارس المرتجلة) التي لا بد أن تصاحب الخطاب النضالي في الأحياء والحلّال هذه مجهودات تنادي بالتعاضد فلا هي تغيّب النضال ولا هي تغيّب المجهود الخيري الذي يخاطب حاجة ماسة، لعل المثال المجسّد لذلك في الماضي هي برامج حركة الفهود السود في امريكا السبعينات او المركز الصحي الذي كان يعمل فيه ستيف بيكو مع اخرين في جنوب افريقيا ابان فترة الأبارتيد. 

لعل هذا أيضا ما كان ينقص (المجهود المركزي) لنفير

عيادة (الشعب الحر) ،عيادات شعبية في الأحياء أسستها حركة الفهود السود في امريكا 

مدير مدرسة يسقي (مزرعة شوالات)، هناك أمثلة لمزارع الطعام المشتركة في الأحياء

برنامج الفطور المدرسي


كفاية نشاف المخاطبات الجماهيرية والندوات السياسية، حبة طراوة نبل ريقنا وأوردتنا الناشفة .

(على ذكر المخاطبات الجماهيرية، جزا الله الشباب كل خير في كسر حاجز الخوف، وفي اصرارهم على حق أصيل في التعبير الحر عن الرأي- هذه حاجة ساهلة أبدا، لكني بمتابعة الفيديوهات والحاضرين أرى تأييدا صامتا ولا أرى تفاعلا حيّا. حاضرني وسأسكت وسأهز رأسي وسأقول (والله كلامك صاح) . هل هذا الصمت ما نريد، أم نريد أن نجر المستمع في حوار حي. الأجدى أن تنقسم هذه المخاطبات الجماهيرية إلى نوعين: نوع يبتدر النقاش حول أمر مختلف عليه (كالنظام العام- اضراب الأطباء) ، ونوع مرتبط بحلول عملية: ناقش أزمة الدواء ثم وزع منشورات لمنافذ توزيع دواء (التي تشترط مثلا أن لا يتقدم إليها أفراد، بل مجموعة ممثلة لحي سكني)

والله أعلم

Wednesday 16 November 2016

تعطيل الجمال


تعطيل الجمال

استوقفتني نصيحة في احدى قروبات انقاص الوزن التي أتردد عليها كثيرا، في البدء كان من أجل إيجاد وصفة سحرية تسعفني، أو أخوية تآزر، ثم من بعد للفضول الذي أصبحت تثيره في هذه المجموعات. النصيحة كانت كالآتي، أن تشتري المعنيّة قطعة ملابس أصغر هي بالمقاس الذي تصبو إليه وتعلقه في مكان، نصب عينيها في رواحها وايابها . للتحفيز على ما أظن.

طبعي المتأمل أخذني في دروب لعلها تبعد كثيرا عن مرام هذه النصيحة، لكن هذه احدى مساوئ فرط التفكير. فالنصيحة تقول بالتركيز على جمال آتٍ وجسد منشود مقابل تغييب جمال حاضر وجسد معاش. وهل من الممكن تحقيق أي شيء عند تغييب الذات الحاضرة؟

وهذا ليس أمرا سهلا في ظل ثقافة عامة تشهر صورة الجسد المنشود في كل مساحة في مساحات الحياة، تحاصرك هذه الصور وتغرقك عميقا فتقصيك عن جسدك الحاضر. وهذا ما أسميته بالجمال المعطّل.

الكاتبة روكسان قيي. كاتبة سوداء أمريكية/هايتية، حاصلة على جوائز أدبية عديدة، من بينها جائزة ارثر ميلر الرفيعة، تحدثت عن هذا المفهوم في عدة لقاءات بشكل مؤثر وفي غاية الرقة وأضافت إليه أبعادا مهمة.

تحدثت روكسان قيي عن هذا القمع المتكرر لجسد الأقلية، سواء كانت هذه الأقلية عرقية أو المرأة بشكل عام (ومتكرر). فصورة الجسد المنشود التي يتم تداولها في الحياة العامة هي نوع من أنواع السيطرة القمعية على جسد الأقلية بفرض شرط الجسد كما "يجب أن يكون" ورفض الجسد الكائن. روكسان قيي أصدرت كتابها الأخير، سيرة ذاتية عنوانها "الجوع". وفي محاضرة لها عن الكتاب قالت أنه كان من الصعب عليها الكتابة عن مثل هذا الأمر الخاص، لكنها اضطرت إلى ذلك. فجسدها الكبير يجعل الناس يعتقدون بأن لهم الحق في إبداء رأيهم غير المرغوب فيه حول ما يجب عليها أن تفعله بجسدها، حول ما يجب أن تدخله أو ما لا يجب أن تدخله في جوف جسدها.
جسدها أصبح نصا عاما.
"جسدي أصبح نصا عاما يتداوله الجميع. وجسدي أيضا قفصي. نعم، كنسوية أؤمن بضرورة توسيع منظور الجمال، أؤمن بعدم الإنحناء لمعايير الجمال المفروضة، لكني ما إن أخرج من باب الشقة حتى يتم انتزاع كل ايمان من صدري، أنا لست مرتاحة في جسدي. ما الذي نعنيه بمحبة الذات سوى أن تحب جسدك الذي تحمله ويحملك يوما بعد يوم؟ أنا لست مرتاحة في جسدي وفشلت في الخروج منه لثلاثين سنة"

"جسدي متمرد، أعاقبه بالحرمان ، أحرم نفسي من الفضاء المكاني، أحاول أن أطوي جسدي على نفسه ليختفي، رغم حضوره الذي لا يخفى على عين، أحرم نفسي من يد كرسي مشترك إذ كيف يجرؤ جسدي على التمدد في مساحات الغير، أحرم نفسي من التواجد في أماكن أراها محظورة على جسدي، وهي في الغالب أماكن مأهولة بالسكان، أحرم نفسي من الألوان الزاهية والزخارف فألتحف القمصان الداكنة الساكنة، أحرم نفسي من التعبير الأنثوي وكأنه ليس لي الحق في الأنوثة، فجسدي لا يتبع قواعد المجتمع لما يجب أن تكونه المرأة"

"الدهشة التي تعلو منظمي الملتقيات والمحاضرات التي أشارك فيها تجرحني، حين لا يتوقعون أن يكون كاتبا ناجحا في مثل حجمي. تجرحني هذه الدهشة لأنها تلخص الإعتبار القليل للإنسان الكبير. فكيف بوسعي أن أكون ذكية بمثل جسدي؟"

"يتضايق الكثيرون حين يسمعونني أتحدث عن جسدي، يتهمونني بأنني أعاني من رهاب السمنة أو أنني كارهة لذاتي، لست هذا ولا ذاك، ولكنني أعيش في عالم يتم فيه تشجيع فيه كراهية واستهجان الإنسان البدين. أنا لست كارهة ذاتي رغم أن العالم يرى أن علي أن أكره نفسي، لا أرى نفسي قبيحة أو غير محبوبة وحين أكون وسط أحبابي أشعر أني قوية وجميلة وأحيانا مثيرة، لكن هذا ما أكرهه، أكره كيف يراني الناس، وأكره كيف لا يروني، أكره حرماني من الأماكن التي أرغب في التواجد فيها، أكره كيف كلما كبر حجمي كلما صغر عالمي"
*********************************************


هناك تزييف في ادعاء "القلق الصحي". فالحديث عن الصحة نادرا ما يكون حاضرا عند الحديث عن انقاص الوزن ما عدا في المجلات الطبية (الجادة)، سواء من المعارف والأصدقاء، أو منشورات "الجمال" أو في وسائط الإعلام، فجل التركيز هو الوصول لجسد الجمال المنشود، حد تبني بعض العادات غير الصحية، سواء بنظام غذائي ممحوقة البركة أو تمارين رياضية مهووسة ،للوصول للجسد المنشود بأسرع طريقة ممكنة. نادرا ما تسمع عن تبني عادات صحية تلزم أحجامنا جميعا. نادرا ما نتحدث عن الرياضة اليومية الخلاقة اللازمة للإنسان الصحي، أو الغذاء الذي يرطب وينعش الأوردة والأعضاء.



سألت روكسان قيي على حسابها في تويتر، كيف يمكن للمرء أن ينشد التغيير ويصطحب الرضا؟ لم ترد. لكنني أعتقد أنه لم يكن سؤالا. اعتقد أنها مكاشفة. لكن هل قلت تغيير؟ أليس هنا تغييب؟ لا تغييب إن شاء الله، أنا أكره محاصرة الجمال في موقف : أنا فخور بجسدي/ تبا له. أنا فخورة بسوادي/تبا له، أنا فخورة بشعري طبيعي/ أنا أريد أن أعمل له محسنات بديعية. في مواقف المدافع أو موقف المنسحب. لا أريد أسن حرابي دفاعا عن حق في الجمال، ولا أن أنكس راياتي مستسلمة لجمال مفترض. فأجسادنا تشكلها تفاعلاتنا اليومية مع الحياة أفكارنا وخياراتنا ورؤانا وظروفنا وجيناتنا وأحماضنا النووية. هي الوعاء الوحيد الذي نملك في مواجهة فيزياء الحياة وكيميائها. والتغيير جزء من تركيبة الحياة. والرحلة نحو التغيير أجدى حين تكمل حالة الرضا في مربعك الكائن. لا تنتقل دون رضا.
نخطئ حين نظن أن التغيير لا ينشأ إلا من السخط من الحال الماثل. أحسب أن التغيير لا يصدر إلا عن رضا. تحضرني مقولة الأستاذ العزيزة التي تبرد حديدة سخط التغيير، كان في محاضرة يتحدث عن الأخلاقية في الفعل السياسي، فرد أحد الحضور أن هذه مثالية تتنافى مع الواقع الذي يلزمه بعض التنازلات من أجل الغاية النبيلة. من أجل الحق، فكان رد الأستاذ ما يعني أن الحق منتصر بنا أو بسوانا، كل ما يلزمنا هو أن نشذب ونهذب أنفسنا عسانا نحظى بإختيار الحق لنا.
(الشارع حاليا مشحون بالسخط والتحفز. لا بد من جمال الرحلة وجمال الوصول وجمال التحقيق)
بالضبط، هنا لا تعطيل لجمال منشود. هنا جمال معاش حاضر، اقبال وسيرورة ونهم للحياة وحضور لا غياب عن الحياة العامة.  أخيرا أجدني أحدث نفسي بحديث أفهمه، أعطي جسدي حقه في الحركة من أجل حقه في الحركة، وينعم قلبي بضخات الأكسجين الحي. أسلك أوردتي بعصير الحياة لحقها في الحياة.  أنا هنا لا أعطل بئر الجمال الحاضر في صحراء الجمال الغائب. لا أغيب، فالحياة أقصر من أن أغيب، وأسخر كل أداة تعلن عن وجودي. و بذا، لا أحرمكم من بهجة طلتي.

(هذا المقال هو من وحي آنسات وسيدات -صديقات وشخصيات عامة- هم في غاية الرقة والجمال والأنوثة والذكاء المثير والتذوق الرفيع بحيث يصبح الحديث عن اي شيء سوى ذلك عبث!)


آن هاقيرتي، من برنامج المسابقات الشهير "الملاحقة" متخصصة في التاريخ الإنجليزي
والأدب اللاتيني، يلقبونها "بالمربية" لملابسها المتزمتة الأنيقة ولأنها تربي كل متسابق أمامها. لذيذة

"داخل عقلي أنا الهة أمازونية"
رينيه بطلة رواية أناقة القنفذ تصف نفسها بالبدينة العادية الرتيبة
لكنها أبعد ما تكون عن ذلك في عالمها داخلي، ثم يظهر السيد أوزو الياباني المتقاعد الثري المثقف
فيظهر بهاؤها الخارجي كذلك
"تقول : لا أصدق، لم يتعرفوا عليّ
يرد: لأنهم ما أبصروك


كارين مارتيني (على اسم الشراب) شيف وتشارك في برامج الطبخ
تعرفت عليها من خلال دعاية أجبان كان تبق بق من التلفزيون
جمال وأناقة لا تخطئهما العين

السيدة إيلا فيتزجيرالد. كل العاطفة مشحونة في صوتها، سيدة...سيدة
 بيرنيس جونسون، التي نقلت الغناء الشعبي الأمريكي نقلة كبيرة في ستينات القرن الماضي
من يظن أن تحت هذا الجمال الهادىء ثورة عارمة



بتعجبني جدا في الصورة دي حرص فاني لو هامر على تسريحتها الجمباوية الطالعة موضة
والشنطة الأنثوية التي حملتها معها، لن تصدق أن هذه المرأة الأنيقة  هي في موقف عصيب ومهيب. تجلس في مؤتمر الحزب الديمقراطي الأمريكي
في الجنوب العنصري. تواجه نفاقه لعدم وجود مرشحين سود بين عضويته. توجه خطابها الشهير والذي تقول فيه "لقد تعبت من التعب"
وايضا "ما من أحد فيكم حر حتى نكون كلنا أحرار". هذا الخطاب الذي نقل على الهواء سبقه فيها مارتن لوثر كينق المبجل الشهير ، لكن ما ان ظهرت على الشاشة حتى ارتبك جونسون وافتعل خطابا للأمة ليس فيه راس ولا قعر حتى يتم قطع بث هذه السيدة الجميلة