Thursday 8 September 2016

حجة شيكسبير في أربعميته



السنة دي "أربعمية" شيكسبير، مرت على وفاته ٤٠٠ سنة.
 قبل كم يوم اتعرض برنامج عن شيكسبير وانطرح سؤال عن جدواه، وعن جدوى عرض مسرحياته ليوم الليلة. هل دا مجرد تعنت أكاديميين ناشفين معتتين؟ وين موقع شيكسبير من كل ما يحدث حولنا في العالم. هل هي كنكشة الرجل الأبيض على الأدب، يحن إلى ماضيه الكولونيالي القديم؟

البرنامج كان مستضيف مجموعة من الممثلين، أجابوا انه شيكسبير، فنان، كان نقيض "الأبيض" "الكولونيالي" ، ومسرحياته كثير ما استعرضت الأسود وعرضته على الجماهير البيضاء الغافلة، والأسود في انجلترا الإليزبيثية هي المرأة، أو العبد، أو اليهودي، أو الغريب وغيرهم.

شيكسبير يثير جدل الكثير من دارسيه والمتخصصين فيه، بين المنكرين أصلا لوجوده، أو المنكرين نسبة بعض مسرحياته إليه، أو الظانين بأنه أكثر من شخص. المهم

المسودة الوحيدة التي يرجح أنها بخط يده فعلا، هي مسودة مسرحية : توماس مور، التي تناوب عليها كتاب عدة بعد وفاته، لكن المقطع الذي يخاطب فيه السير توماس مور جمع الشغب يعتقد أنه لشيكسبير. 
وكأن هذا المقطع لمن تعتبره انجلترا أعظم أدبائها وأحد أهم رموزها، وحده اختار البقاء في المتحف البريطاني ليكون حجة على هذه الأمة.
صورة المسودة بخط يد شيكسبير


ففي المقطع يخاطب توماس مور جموع من الغاضبين في ما عرف بيوم مايو الشرير، وفيه حدثت أعمال شغب لطرد "الأجانب" و" المهاجرين" الذين يسرقون ثرواتنا ووظائفنا ويمحون ثقافتنا من أرض انجلترا.
لوحة لأحداث مايو الشرير


يصيح أحدهم: "أزيلوهم جميعا"

يرد توماس مور من فوره:

"فلنقل أنكم أزلتموهم، فلنقل أن ضجيجكم هذا
أخمد كل جلال إنجلترا
تخيلوا أنكم تنظرون إلى هؤلاء الغرباء الأشقياء
يحملون أطفالهم على ظهورهم، تخيلوا بؤس متاعهم
يتخبطون نحو الشواطىء والموانئ ليجدوا مركبا،
بينما أنتم تجلسون كملوك على عرش رغائبكم
والسلطة ألجمها صخب ضوضائكم
تتمنطقون برباط رأيكم
ما الذي جنيتموه؟ دعوني أخبركم
إنكم تنادون على الغطرسة و قوة الضراع لتسود
تضربون مثلا لقمع النظام، وقس على ذلك
لن يعمّر أحد منكم
لأن ربّاطة غيركم سيحققون رغائبهم
بذات الضراع، بذات منطقكم، بذات صوابكم
وسيقترشونكم ورجال غيركم كأسماك مفترسة
سيتغذون عليكم
فلنقل أن الملك
أُجبر على أن لا يتغاضى عن تجاوزاتكم
واضطر إلى نفيكم، أين تذهبون؟
أية بلاد- وانتم تحملون خطاياكم-ستمنحكم مأوى؟
 فرنسا؟ فلاندير؟
مقاطعة ألمانية؟ أو أسبانيا أو البرتغال؟
أينما حللتم ستكونون هؤلاء الغرباء. هل سيعجبكم
أن تجدوا أمة بمزاج همجي
فائرون في عنف مريع
يرفضون منحكم مأوى على هذه الأرض
يشحذون خناجرهم على حناجركم،
يُحقّرونكم كما الكلاب، وكأنكم لستم
من صنيع الرب، وكأنكم أدنى من أن تتمتعوا
بالنعم التي كأنما احتكرت لهم وحدهم
ما قولكم إن صُنع بكم هذا؟
 هذه هي قضية الغريب
وهذا هو جبل لا إنسانيتكم"

مأساة غرق اللاجئين الإفريقيين على شواطىء ايطاليا قبل سنة(؟) والتي هزت مناظرها ايطاليا
هذه توابيت الأطفال الذين غرقوا


هنا السير إيان مكميلان . الممثل الذي لا يبز في شيكسبيرياته، يقرأ المقطع. (يذكر إيان أن المسرحية منعت من العرض لأن تمجد من شهيد كاثوليكي وانجلترا كانت قد انشقت عن البابوية واعلنت عن كنيستها المستقلة، كنيسة انجلترا. وعرضت لأول مرة من جديد في عام ١٩٦٤)




No comments:

Post a Comment