Friday 21 June 2013

العبيطة بنت أم العبيطة 2 ...الشحاذووووون!

العبيطة بنت أم العبيطة 2

الشحاذووووون!

أظنه نيتشة الذي قال : "الشحاذون! مزعج أن تعطيهم..ومزعج أن تتجاهلهم"
العبيطة بنت أم العبيطة ايدها فرطة... لا يهمها ذو الحاجة من "محترف" التسول..
كنت في العربية مع هناء "خليلة الروح" فقررت أعترف ليها: أنا عارفة إنو الناس دي مقرشة...لكن واضح إنها ما مقرشة..
ردت بفصاحة: ......Enough!
بالضبط كدا! ما مقرشة بما يكفي أن تتجنب شحططة الشحاذة، أنا لا تصدمني القصص التي تقول أن الشحاذ يجلس على عشرين مليون جنيه..عشرين مليون جنيه  في شنو؟ في بنك ادخار؟ في اصل استثماري ثابت؟ عشرين مليون على مهب الريح. عشرين مليون ناقص  السقف الذي يظلك، وأمان الأسرة الممتدة الذي يضمن عدم سقوطك في بئر الحرمان (دا فيلم ولا شنو) وناقص نصيبك في التعليم الذي يمكّنك من شق الطرق والبحث عن حلول
معلوم إنو احاديث النبي كانت في الأساس بتقل (من الثقل) اصحاب القلوب الخفيفة..فكان يقسم ليهم "والله والله والله...ما نقص مال من صدقة" ..والخ من الأسانيد التي تحاول أن تعين "اخي المسلم/ أختي المسلمة" لفهم فكرة "وفي أموالكم (حق) معلوم، للسائل والمحروم"
حق دي أنا زي عملت ليها كل المحسنات البديعية البتوفرها word 97  
العبيطة ايدها فرطة وتبعزق أموالها دون أن تدقق في وجه السائل، دون أن تقوم بعملية "الإنترفيو" السخيفة للمستحق من عدمه، دون اللجوء إلى حيلة البلح (حيلة ذكية بالمناسبة، هي تلك التي تقول إن كان محتاجا حقا فإنه سيأخذ البلح ولن يتعالى عليه)، يد ممدودة؟ قروش طوالي... فهو في الأصل مال "ميت" يخجل المرء أيما خجل أن يسأل الإله أن يرده له مضاعفا. فالرب يعرف أن كل يد ممدودة معلقة بشكل ما في عنقي... قولي لي يا ميسون...متى أخر مرة كرست جهدا من أجل دولة رعاية أجتماعية؟ أو شاركت في حملة اسكان شعبي أو التوزيع العادل للثروة( هذه الجملة التي نحفظها صمة واحدة) اخر مرة جمعت النسوة للتنديد "بالرسوم" المجحفة في خطة التعليم "المجاني"، أخر مرة اعتصمت أمام وزارة الصحة ضد "رسوم" العلاج المجاني (ولمامون حميدة نكتة لطيفة قال فيها  : العلاج المجاني ما مجاني خالص) وتذكرني بطرفة في فلم قال فيها البطل " ليس بوسعك أن تكون شبه حامل"... يا زول العلاج المجاني دا يا مجااااني...يا اسمو حاجة تانية
المهم طالما يا ميسون ما شاركتي في أي حاجة...تقومي تخجلي من نفسك وتمدي يدك للشحاذ بحقه، راجية منه أن يمهلك رد بقية دينه في عنقك كدا بالقطاعي...ولن يسعني عمربأكمله رد الدين...ثم المرء يعاين وجهه في المراة بخجل أقل، ويبلع اللقمة بذنب أقل، ويجرع الجغمة بمرارة أقل...
هذا الأمر ليس بيدي..اعني هذا الإحساس الأبله بالمسئولية.... اللوم على مسيرة التطور الإنسانية التي جعلت من احتياجات المرء الإنسانية "حق" لا منحة... والحركات المجتمعية التي حملتنا المسئولية جميعا تجاه السائل والمحروم
اهااااا ..عشان كدا سيدنا النبي قال فيما معناهو إنو السائل تديهو ولو جاك على ظهر فرس.... ما التفسير العجيب بتاع راسي إنو جايز الفرس دا عندو أنيميا ودا اخر نفس ليهو، أو دا الحصان  ما حقو لكنو سلف.. و غيرها من التبريرات التي حاولت بها معالجة معنى الحديث... لكن باقي لي أن معنى حديث النبي هو كلامي الفوق دا.
وقف الشاعر ود بادي (يا خرابي على جمالو) في أمسية شعرية نقلتها قناة النيل الأزرق قائلا : يا اخوانا الصدقات دي خلوها...الصدقات دي موتت قلوب
وقد استنكر أصحابي الكلام دا...و أصحابي هؤلاء قوم لطيفون ومعظمهم شوية صغار في السن.. لا يذكرون كما أذكر وجها للفقير نضر لم يمته السؤال... وجه الرضا.. فكان هناك حق معلوم تكفله الدولة يعين على "الصبر" ياخوانا...إلا أنني لا أرى للصبر اليوم معينا
كان هناك حق معلوم تقسمه الدولة..حق يقول إنك بني أدم زيك زي البني أدمين التانيين والذين ندلعهم بإسم "مواطنين" ..الإختلاف بينك وبينهم أختلاف مقدار لا اختلاف نوع كما يقول الجمهوريون...يعني الكل ليهو حق العلاج، السكن، السفر، التعليم... في ناس زادو على الحق دا من فائضهم...تعليم زيادة، سكن أكبر، علاج أكتر، سفر أبعد.... لكن الحاصل هسي..ناس ليها حق تسكن..وناس لا...ناس تتعلم وناس لأ...ناس تتعالج...وناس تموت
أعرف رمضانا في زمان غابر صام الرجل وزوجه على مديدة البلح مدة ثلاثين يوم...لم ينقسم لهم فيها ظهر... كان الراجل خطوته تدب في السوق وهو يعتل حزم الحطب...ليس الوضع المثالي الذي نرجوه بالطبع...لكن وجهه كان نضرا وظهره مستويا
أعرف الأستاذ علي الذي القى بنفسه من فوق الجسر بعد فصله من عمله مخافة ذل السؤال الذي رآه يرمح إليه، فإنقسم ظهره وماتت الروح في البدن، ولم يكن ما القي فوق الجسر سوى جثة هامدة.




No comments:

Post a Comment