Monday 16 January 2017

مبادرة محمد المنتصر للسلامة المدرسية

مبادرة محمد المنتصر
قبل عامين او ثلاث أفجعني خبر مقتل طفل في مدرسة ال(ب) الخاصة بالخرطوم ، وذلك بعد أن قام بلمس موصل كهرباءمولد المياه والذي قام يصعقه بالحال بحسب رواية أهل الطفل وأن المدرسة عجزت عن التصرف السليم حيث أخذته الى المشفى ولَم تبلغ ذويه حتى وفاته. اما بحسب رواية المدرسة فإن الطفل كان يعاني من حالة مرضية مجهولة لديهم وأنه أغشي عليه في فسحة الفطور بالاضافة إلى حديث عن كون المشرفة متعبة لأنها حامل أو شيء من هدا القبيل.
أفجعني هذا الخبر لأن أطفالي كانوا يدرسون من قبل في هذه المدرسة وكان في بالي تشكيل لجنة اباء لمراقبة أمن وسلامة المدرسة ، بعد أن ساءني منظر الغبار الكثيف الذي يثيره الأطفال في فسحتي الصباح والفطور والذي يدخل إلى رئتيهما ولو أن أخد الأطفال يعاني من ربو أو حساسية لكان عواقب هذا الأمر صعبة .
حزنت لأني تكاسلت وأهملت هذا الأمر ، والمبادرة التي كانت في ذهني والتي يخطر لي أن أسميها مبادرة محمد تتلخص في تطبيق تلفوني يعدد المخاطر التي قد تتواجد في أي مدرسة سواء داخل الفصل أو في ساحة المدرسة أو الحمامات أو امام المدرسة أو في الترحيل أو في الكانتين او سلم المدرسة ، وتعدد المخاطر بين توصيلات كهرباء يسهل الوصول إليها او آلات حادة مبذولة او أجسام ثقيلة قد تشكل خطر الدهس على الأطفال أو مخاطر بيئية كمراحيض او أتربة عالقة او مواد سامة او مياه راكدة  او مياه مهملة على بلاط قد تسبب في سقوط الطفل او زجاج منثور او مواد قابلة للاحتراق والاشتعال او أثاثات تشكل سلما وقد تسبب في سقوط الطفل من عَل .
اضافة الى ضمانات السلامة من تواجد مشرفات متحركات (لا جالسات متونسات مشغولات بالهاتف) او تدريب لكل موظف ومعلم ومشرف في المدرسة على الإسعاف الأولي (لا بد من قانون يتطلب ذلك من كل عامل مع الأطفال سواء في رياض الأطفال والحضانات أو المدارس الحكومية او الخاصة  ) بالاضافة الى حقيبة إسعافات أولية يتم تحديثها كل ستة أشهر تحتوي على ما تحتويه عادة اضافة الى بخاخ ازمة وحقنة الحساسية . (في استراليا اضافة الى تدريب الإسعاف الأولي والذي يجدد كل عامين فقد تم اضافة اليها التدريب لإسعاف حالات الحساسية ) . واسم وتفاصيل كل العمال والحرفيون والمقاولون والمهندسون وصورة من بطاقاتهم بالمدرسة ويفضل فصلهم عن الطلاب وعن ساعات الدوام المدرسي. وطفايات الحريق وخطة خروج من المدرسة عند حدوث الكوارث سواء كانت حريق او وضع أمني غير مستقر الخ .
اضافة الى ملف طبي لكل طالب يوضح حساسياته وفصيلة دمه وحالته الصحية الخاصة ان وجدت اضافة الى رقم طوارئ وشخص غير الأب والام للاتصال به لإخطارهم عند حدوث اي حادث جلل لا بعد ان تقع الفأس في الرأس
طبعا المرء يتمنى ان تقوم بهذا الجهد الدولة ، لكني ارشح فريق الأمن والسلامة بمجموعة دال الاستثمارية والذين تطوعوا أيام نفير الأولى في وضع قائمة سلامة للمتطوعين العاملين في مناطق الفيضانات . بحيث تعد قائمة محاظير وأمن وسلامة متاحة للتنزيل على الهاتف ، بحيث  تتشكل لجنة مكونة من الآباء والمعلمين والمشرفين تقوم بمتابعة ومراقبة سلامة المدرسة كل شهر وستة أشهر وسنة ويتم تحديثها حسب مستجدات المدرسة
كما ارشح التعاون مع جمعية الهلال الأحمر ان تخصص برنامجا تدريبيا للإسعاف الأولي المدرسي (مجاني للمدارس الحكومي وبسعر مقدر تشجيعي للمدارس الخاصة) وتجهيز حقيبة إسعافات للشراء .
بعض المدارس تخصص اموالها لكاميرات مراقبة داخل الفصول (!!!) البعض قال ان هذا لأمن الأطفال والبعض قال (هذا لمراقبة الاستاذ كي لا يتراخى) وهذا لعمري امر فادح فادح!! كعب عديل كدا ، حتى ان كان هذا يسعد الآباء (الآباء الحاجة دي ما كويسة المدرس الاستاذ دا يربي كيف لو هو واضح للطالب انه ما محل ثقة؟) وكاميرات الحوش لا تغني عن وجود المعلم البشري. فالمدارس الخاصة لا بد ان تخصص مبلغا ماليا لتدبير هذا الامر والذي هو ليس مكلف.
بالنسبة لما تناقل عن حادثة المدرسة الأجنبية العريقة الخاصة ، بغض النظر عن صحة او عدم صحة القضية الا أنها كشفت اضافة لكل شيء عن ضعف توعية الكثير من أولياء الأمور لأطفالهم حول الملامسة والتحرش وأهيب بهم مطالعة تطبيق (أوعى) ومطالعة الصفحة الخاصة به على الفيسبوك. اضافة الى أنه لا بد من تصميم نظام تبليغ يحمي المبلغ من الفصل او الكيد لمجرد تبليغه وتدابير لمعالجة الأمر ، ( برجاء مراجعة مقالي عن قانون حماية الطفل على المدونة). اما حكاية سمعة المدرسة والشوشرة فلا شيء مثل الشفافية والجدية والمسئولية والتواصل الجيد بين المدرسة واولياء الأمور والطلاب ترياقا من هذه الأمور . ولا يفوتني في الختام أن أمر ان أشير الى مسألة أخذ الإذن من أولياء الامور قبل نشر صور الأطفال على صفحة المدرسة على النت.