Friday 24 January 2014

كيف تمشي لامسية حسين شريف كمواطن عادي؟

يقام الليلة بالمجلس الثقافي البريطاني امسية خاصة لذكري الراحل الفنان والسينمائي حسين شريف
ضمن فعاليات مهرجان السودان للسينما المستقلة والذي كان قد اعلن عن اهداء الدورة الاولي للمهرجان لروح الاستاذ الملهم - انا كنت متمنية تكون مهداة ليهو كفكرة كاملة ، صحيح ليس الاستاذ حسين شريف الاول ولا الاوحد في صناعة الفلم السوداني
لكني تذكرت مقالة نقدية كانت تتحدث عن فلمه انتزاع الكهرمان والنكهة الصوفية والروحية المتفردة والتي يمكنني ان اقول انها بشكل غالب سودانية، فلعله اول ما صاغ مفهوم فلم سوداني من ناحية القالب لا الموضوع
البوستر صممه الفنان عماد عبدالله خصيصا لمهرجان السودان للسينما المستقلة ولأمسية حسين شريف


المهم الي المقال - (واعتذر انو ما عندي الف مقصورة في الكيبورد وقد استبدلتها بالياء)- لادوارد سعيد كلام حول ما اسماه بالمثقف الهاوي...وهو المواطن العادي... انظمتنا عبر مناهجنا التعليمية ما بتربي عقل ناقد ومحلل،،، بتربي عقول ممنهجة... وهناك داء يري ادوارد سعيد انه المهدد الحقيقي للبشرية الا وهو "الحرفية والتخصصية" ،، فنظن نحن انه لا يتحدث في الفن الا الفنان،،ولا في الموسيقي الا الموسيقار.. وقد ادي ذلك الي افقار المعارف والفنون البشرية بشكل مريع... وكان المثقف حتي القرن العشرين يفتي في كل شيء...عالم النفس في الموسيقي٫ والموسيقي في الفن٫ ،والفيلسوف في العلم 
 التطبيقي...والدارس التاريخي في الادب

الاستاذ محمود محمد طه تحدث في محاضرة له ان القول بأن مكان المرأة في البيت كلمة حق اريد بها باطل، وفي خلاصة حديثه يري الاستاذ ان فن التربية وادارة المنزل لهو من ادق العلوم الذي لا بد ان تتاح للمرأة فيه ارقي وادق انواع العلوم٫ ويتتطلب منها انفتاحا عظيما علي العالم من حولها... الكلام دا انا جبتو هنا ليه؟؟؟ اااه ايوه عجبتني فكره انو المواطن العادي لازم ما يشوف معارض الفنون والموسيقي ومنتديات الادب والسينما كترف او كترفيه،،، لكن كمحفز اساسي لتنمية عقل مفكر ومحلل يستطيع ان يقاوم داء التخصصية حتي لا يستنكحك اهل التخصص،،، كأن يقول لك ابله ان فكرة نقابات المنشأة في السودان اثبتت نجاحها ،،فنظن ان الامر يحتاج الي اقتصادي لكي يفتي لنا،،، او ان يخرج مخبول فيقول اننا نحن المواطنون المتسببون في هذه الازمة الاقتصادية لأننا شعب استهلاكي،، وكدا...فالمعرفة الانسانية بشكل عام ما بتغذيك بالمعلومات،،،لكنها بتغذي عقلك وبتعمل ليهو رياضة عشان يعرف كيف يتعامل مع المعلومات

كلللللل الكلام الفوق دا عشان ادي روحي الحق افتي في اعمال حسين شريف لووول
انا ما عاوزه اديكم معلومات عن اعمال حسين شريف ولا مفاتيح تفسر اعماله،،لا اظن ان ذلك بوسعي،،، انا عاوزه اديكم كلام عشان اول ما تمشوا تشوفو لوحاتو الليلة في المجلس البريطاني المخ بتاعكم يولع تلقائيا محاولا ان يقارن بين كلامي وبين ما هو ماثل امامه..يقارن٫ يؤيد ويزيد٫ ينكر ويخالف ويحلل وكدا

اتيحت لي فرصة فريدة ان اقف متأملة علي بعد سنتيمترات اتأمل لوحات حسين شريف،،رغم ان عيني حتي ذلك الوقت ليست مدربة،،، لكنها تركت في انطباعا عميقا٫ وفي صباح اليوم التالي وكان مصادفا عيدميلادي وهو ايضا يصادف وفاة الاديب الطيب صالح والفنان محمد وردي - يوم كئيب- خطرت لي خاطره قويه سجلتها في الموبايل لانو ما كان معاي ورقة...كانت الخاطرة عن اعمال حسين شريف،،، تحديدا في استخدامه اللون
قلت
   بيموت شفره العين  المسنونة بالعادة... فمدخله الي اللون ليس معرفيا ك"سورا" وليس حسيا "كالفوفيست " ولا الانطباعيين...مدخله الي اللون عرفاني

لوحة لحسين شريف اسماها موسيقي ليلية خفيفة- الترجمة من عندي


انتهت الخاطره ...وبعد داك خليت مخي يلعب بيها يمين شمال،،، جورج سورا الفنان الفرنسي الذي وظف العلم التطبيقي في رسمه وفي طريقه تعامله مع الالوان،، حيث استكشف بشكل علمي - ونقصد بذلك علم البصريات والتصوير الذي كان قد تطور في الفتره ديك- استكشف بشكل منهجي العلاقة بين الالوان كعلاقة اللون بنقيضه وعلاقة اللون بمكمله.. واساسا كيف تعرف نقائض الالوان يعني كيف تعرف انو نقيض الاحمر هو الاخضر وكدا. وهو ايضا مدخلو الي اللون ليس "فوفي" وفوفيست هي ترجمة فرنسية للمتوحشين،،،وهي حركة فنية نشأت بعد الانطباعية...وفيها التعامل مع اللون حيث الاعتماد علي الحس بشكل اساسي ينقض علي المنطق والتمثيل الحقيقي للواقع.. ممكن نقول الفن المتوحش بيعتمد علي التجربة الذاتية بشكل اساسي

 يعني شنو عرفاني؟  يعني مدخلو للون مش ذاتي بمعني التطرق للمشاعر والعواطف المباشره..انما مدخلو للون عبر الذات المستنيرة... الذات التي تدربت بحيث اصبح لها القدرة علي الغوص في اعماقها واستكشاف العاطفة الاصيلة والخاطرة البعيدة،،، واكتشاف مكامن البصيرة لا البصر وحده...والتعبير عنها لا يكشف للمتفرج وانما يضيء،،، يعني انت لما تقيف قدام لوحة لحسين شريف زي لما تقيف قدام عارف ...ما بيكشف ليك عن مزاجو لكن بيكشف ليك عن حالو عشان تكتشف انت حالك،،، لما تقيف قدام لوحة لحسين شريف حاول تكتشف عن روحك لا عن حسين شريف
الكلام دا شكلو تخريف؟ لا ابدا... وحوريكم ليه لكن اول خليني اقول انو مدخلو للون برضو ما معرفي
بمعني انو ما توقف عند علائق الالوان ودلالاتها كما فعل سورا او ناس كاندينسكي من بعدو ،،،لكن استخدم المعرفة دي في المقام الأول واستند عليها عشان يخلق علاقتو الشخصية لا المنهجية باللون  ودا الكلام الأنا جاية ليهو

حسين شريف برضو- شوف اللون العجيب دا
علماء المتصوفة كإبن عربي او الامام الغزالي او الاستاذ محمود محمد طه ..لما يكتبوا عن السلوك "بمعني اخذ الطريق" وعند وضعهم المنهج العرفاني... في حاجه مهمة لازم تكون موجودة في كتاباتهم..لازم يدونوا تجربتهم الروحية الخاصة ويعتمدوها في منهجهم كمرجع علمي.. ودا البخللي العرفان مختلف عن المعرفة ،،،في الكتب المعرفية الكاتب بيستخدم التجربة الشخصية عشان ما يؤكد نظرية... اما عند العرفانيين فالتجربة الشخصية زي الرؤي والكرامات والحضرات دي هي زاتها النظرية والبيحاولو يفسروها بالمعرفة والكلام العمومي،،، عشان كدا بتلقي كتبهم مليانة بالقصص وبعض الكلام الما مفهوم،،، وما مفهوم لأنو الكتمان..اي ان تكشف عن بعض الكلام وتخفي بعضه هو من اصول السلوك العرفاني. يا الله 
كلامي دا واضح 
عشان كدا الناس الكان بيعيبو علي الاستاذ انو ما بيصلي الصلاة المعروفة وانو حقو كان يكتم الشي دا....ما عارفين انو الملمح الشخصي دا هو المدخل لفهمو وتأويلو للقران وللدين ...اذا الاستاذ لا يفتأ يذكر ان المعرفة بتوريك كيف تعبد عشان عبادتك دي توصلك للعرفان والعلم..ويستشهد ب: واتقوا الله ويعلمكم الله،،، فما ممكن يقول لينا انتو لما تصلوا بتصلوا لمعرفة ارفع وحال ارفع دون ما نشوف الكلام دا اتطبق عمليا فيهو..لكن انا دخلت بيكم في زقاقات مخي نرجع لحسين شريف
عند المتصوفة النفس تدرب وتنضبط بالمعرفة العادية وتجاهد نفسها وحواسها وشهواتها المباشره لما دا يحصل بتنفتح كوه نحو داخلهم حيث العلم الحقيقي والاصيل،،، لما تقدر تخش جوه حقيقتك وليس قشرتها حزنك ما زي حزن الناس ولا فرحك زي فرحهم ولا حالك زي حالهم.
وبكدا يستحيل ان تعرف ما تفصح عنه اللوحة من نفس حسين شريف٫ يعرف ذلك حسين شريف،،، لكن ما ينكشف من حال العارف مهمتو انو يعين الما عارف علي المعرفة،،، عشان كدا لوحتو هي مدخل ليك انت،، حاول تجاهد في اللوحة في تعاريج اللون ...حاول ان تسجل احساسك الشخصي باللوحة،،،خللي عقلك يتشرب الالوان،،، ثم ارجع البيت قوقل وافتح الويكبيديا 
واتفرج علي اللوحات واقرا مقالات النقد الفني ثم ارجع الي لوحة حسين شريف..ودع ذهنك انت يتفتح

حسين شريف لوحة بعنوان تدوينات جوبيتر - الترجمة من عندي
مره تانية ما تفتكر لما تقرا عن حياة حسين شريف او مجايليه حتقدر تلخص لوحات حسين شريف انما دا مجرد كحت للقشرة الفوقانية وهي علي الاقل محفز نحو التعمق،

كذا الحال في افلامه وكما اعلن مهرجان السودان للسينما المستقلة انه سيتم عرض فلم انتزاع الكهرمان،،والفلم يلفه .. الغموض..وفيه روح الفنان اذ ان المشاهد اشبه بلوحات مرسومة لكن فيها حركة...وفيها حوار ذاتي يخص حسين شريف وحده لا يعنيك انت المشاهد،،، وكذا لما تشوف فلم النمور اجمل بتلقي انو فلم كامل الحوار فيهو بصيغة المتكلم الأول..الزول 
دا بشكل اساسي بيتكلم من جواهو ..وانت الفلم كلو مجبر انت تري الاشياء عبره.


مقتطف من فلم تراب وتبر لحسين شريف


لما قلت فوق انو الفلم فيهو حوار ذاتي يخص المخرج لا المشاهد.،،؛طب المشاهد ذنبو شنو؟؟ كذا حال العارفين مع الطالبين للعلم،،، فحال العارف في الحضرة وفي الخلوة ليس مقصودا به الافصاح عن العارف..ذاك حاله من معرفتو لنفسو ..الهو  العلم...انك تحاول تعرف نفسك..فالغرض من شوفك لحال العارف انو يخليك تحاول تكشف عن حالك وتعرفها ٫و كذا يقول عوض الكريم موسي المنشد الجميل  في قصيدة جيلانينا : اليك الحبل ممدود من المبعوث إذ يرقي ،،----ثم بعد ذلك يقول 
بعد ما تطلع بالحبل- ويطوي الحبل في المرقي  لاولي العروة وثقي...لحضرته وانت بها لحضرة ذاته الآبقي

انا عاوزه من الصحاب الحيمشو وبيقدروا يصورو لي من قريب... لانو وانا اتفكر في اللون غفلت ان اذكر ضربات الفرشاه  وعرفت بالعودة للقراءه انو  ضربة الفرشاة مهمة جدا عند البحث في مفاتيح اللوحة ..فعاوزه زوم يكشف عن توزيع اللون...حتلاحظوا انو بيعمل طبقات مكثفة من اللون . طبقة فوق طبقة حتي يكاد اللون ان يكون كيانا متجسدا لحاله بدلا عن طلاء اللوحة... واغلب ظني وكلامي هنا من الذاكرة انه كان اكثر ميلا للخطوط الافقية من الرأسية وكأنه اللون يسلك طريق لوحده

المهم شوفوا وحاولو تختو معارفكم وتجربتكم الشخصية في تذوق اللوحة دي فرصتكم مع حسين شريف اذ انه لا يجدي معه خبير،،،ثم كلموني 

الامسية حيتعرض فيها مجموعة حوارات مصورة مع حسين شريف،،،لكن الفلم انتزاع الكهرمان سيعرض في الختام


Monday 20 January 2014

غز علمك (عن مهرجان السودان للسينما المستقلة)



شنو هو التاريخ؟ سرد لوقائع في الماضي؟ او زي ما قال الزول داك في الفلم (ذا هستوري بويز): التاريخ هو ببساطه ما حدث ..هل صحيح الكلام دا؟ بل اختيارسرد لوقائع منتقاة من التاريخ
المؤرخ لا يحكي  ما حدث بل ينتقي بعض الاحداث ليسردها بطريقته ويربطها حسب ما يراه ببعضها البعض
لو الماضي دا عباره عن ورقه مفروشه قدامك
فالتاريخ هو الاعلام البتختها ع الورقة

الأب لما يحكي ماضيهو... بينتقي الاحداث التي يريد ويمحور حياته حولها،،، اعلام حمراء ،،كأول يوم له في الجامعة... أول رحلة له بالقطار... أول جلدة من والده... سماعه لموت عبدالناصر... خروجه الي الشارع في اكتوبر

التاريخ ليس هو ما تنتظر ان يحدث لك... بل هو ما تنتقيه مما يحدث لك،،، ممكن ما يكون عندك يد في البيحصل ليك و    البيحصل حوالينك،، لكن قطع شك عند يد في ان تختار ان تحكي ما يحدث ليك وما يحدث حولك وتختار كيف تحكيهو... لما والدتك تحكي ليك عن قصه ولادتك ،،بتتخيل انو الزمن توقف في تلك اللحظه وكل الكون المنصت لهذا الحدث الجلل،..اللي هو ولاده حضرتك..هنا الوالده بتعمل تاريخ

انا فكرت من هنا ورايح اعمل دفتر هوامش اجهز فيهو التاريخ،،، اعلام حمراء اختها في كل مكان،،،،زي أول مرة التقيت فيها بصديقتي الحميمه هناء

انا فكرت ... مهرجان السودان للسينما المستقلة...ممكن يكون فعالية جميلة ... وممكن يكون تاريخ،،، تختار طريقة سردك من هسي تقول... في وقت كل شيء في البلاد كان يذوي ويحتضر،،، جرت دماء في احدي شرايين الوطن في الحادي والعشرين من يناير ٢٠١٤ (علم أحمر) اول مهرجان للسينما في السودان...أذكر اني كنت هناك ولبست قميصي 
الجديد الأزرق.. او اشتريت طرحة جديدة... (علم احمر)وحضرت اول عرض لفلم استديو للمخرج أمجد أبو العلا في   
السودان (علم احمر) وممكن تدي الفرصة دي لأولادك بأنك تسوقهم للعرض الأول.. مع كل ما يحدث حولنا... ارح نغز ليهم أعلام حمرا في مكان مفرح.. من بين اعلامنا الحمرا التانيه الحزينه (انفصال السودان٫ قصف جنوب كردفان..الخ)  أخد صورة جمب يافطة المهرجان ،،أو مع مدير المهرجان شكله واضح كشجرة البلوط،، اختار المزاج الحتمشي ليهو لعروض الافلام،،، ملحمي،،،متأمل...مستشرف علي مستقبل غامض...متفائل..؛كما تشاء

أنا بقول دي فرصة ما تتفوت... أنا ما بقول كدا عشان اصحاب لي يكدون في المهرجان.....لكن لأنو عاوزه اختار القصص الححكيها لأولادي...وعاوزه احرص انو يكون فيها سينما سودانيه... أنا حقول كنا جيل جميل عملنا حاجات عجيبه ..كان في حاجه اسمها جماعه عمل ومفروش ...كان في سودان فلم فاكتوري ومهرجان السودان للسينما المستقلة....وانا كتبت مدونه في اليوم دا وغزيت علم أحمر 
المهرجان مهداه لروح الفنان والسينمائي حسين شريف... احرص عزيزي المواطن عزيزتي المواطنة آن يكون من بين اعلامك