Wednesday 25 January 2012

مممم...يعني برضو ما في حاجة اسمها جهاز أمن


عنوان المقال يستلهم مقولة هنري ثورو
"إن قانونا ليس بعادل...لبس قانونا" ، وأنا هنا أتحدث عن قانون الأمن الوطني 2010 والذي بموجبه يتكون جهاز الأمن الحالي
القانون محير حقا، شرعت أصحح في مقالي السابق تفسيري الخاطئ لبعض النصوص القانونية ، لقانون الأمن الوطني 2010... إلا أن هذا البحث قادني نحو دروب الحيرة واللبس أكثر... وهذا أمر فادح، إذ أن القوانين تشرع أصلا لإزالة اللبس، ورفع الحيرة..لكن ماذا نقول في حال البلاد.
إلي مكامن اللبس...
محكمة جهاز الأمن:
بحسب قانون الأمن الوطني 2010 فقد تم تغيير الإسم من قوات الأمن الوطني إلى جهاز الأمن الوطني ، ويبدو أنه تغيير صوري لا أكثر. إذا هي قوات عسكرية أو ذات طبيعة عسكرية ، وفي هذه الحالة تكون شكل المحاكمات العسكرية فيه مقبولة، إذ أن الخروقات من قبل أفرادها في هذه الحالة تعد خروقات للوائح الخدمة تماما كما في الجيش وكذلك في قانون الشرطة السودانية الحالي لدينا للعام 2008.
الشرطة السودانية ايضا أصبحت تحمل الصفة العسكرية وذلك منذ الغاء تبعيتها للخدمة المدنية واصدار قانون قوات الشرطة السودانية في عهد نميري.
إذا حتى الان أجهزة انفاذ القانون على المدنيين كلها تحمل طابعا عسكريا، بعكس توجه كل الدول الديمقراطية في العالم، حيث الاتجاه الان نحو "تمدين" هذه الأجهزة أكثر. لكن طبيعي أن يحدث هذا السودان، فعسكرة أجهزة الدولة هو سمة الدول الضعيفة وغير المستقرة.
لكن دعوني أن أصب تركيزي على جهاز الأمن الوطني الذي حدود سلطته الداخلية هي على المدنيين في المقام الأول. هذه من الف باءات الدولة...لا تسليط للجهاز عسكري على المدنيين إلا في حالات الطوارئ (كالكوارث الطبيعية أو الاعتداء الخارجي) ومعلوم أن قانون الطوارئ تم الغاؤه.لا بد أن نخرج جهاز الأمن في صفته العسكرية ، فكما منحناه سلطة مطلقة في انفاذ القانون بدعوى حماية المدنيين (اعتقال دون توجيه تهم، مصادرة رأي عام، استخدام قوة)  لا بد كذلك أن نوفر للمدني (المحمي بالقانون) سبل الحماية من سوء استخدام هذه السلطة. ولا يوجد حتى الان في قانون الأمن الوطني أي ضمانات وقاية من سوء استخدام القوة سوى (حسن النية وسلامة الحس الوطني !!) .
أي "جرائم" يتسبب بها ضابط الأمن هي ليست فقط خرق للوائح والنظم بل هي أيضا جرائم في الحق المدني ، أوافق تماما على عقوبات مخالفة اللوائح على ضابط الأمن ، إلا أن هذا لا يوفي بحق المدني ، فلا بد أن يقدم الضابط للمحاكمة في محكمة مدنية، لا بد أن يجرد من كل حصانة تمنعه من المثول أمام المحكمة المدنية.
كما أجد أن أمر منح سلطة تنفيذية حق الحكم بانهاء حياة انسان أو حبسه أمر مقلق جدا وخطير، هذا بالنسبة لمحاكمة ضباط جهاز الأمن (وضباط الشرطة كذلك في ما يعرف بمحكمة الشرطة وهذا كله جزء من عسكرة الخدمة المدنية)


المادة 52 أو مادة: لا تعتبر جريمة:
وجدت أن هذا النص موجود كما هي في قانون الشرطة السودانية 2008 ، سوى أن هذه المادة في قانون الشرطة محكومة بقانون الإجراءات الجنائية... ولكن حتى هذا لا يكفي للشرطة ، فالدول التي تعلي من شأن القانون، تضع حق استخدام القوة المفرطة من قبل الشرطة تحت المراجعة والمتابعة الدائمة. مثلا في قوانين الشرطة لمعظم الدول استخدام الشرطة للقوة المعقولة يكون فقط أثناء الاعتقال و عند تعرض اخر لللإيذاء والخطر.
بالنسبة لجهاز الأمن فهذه المادة محكومة بقانون الأمن ذات نفسه (وتوجد جملة أو أي قانون أخر ساري المفعول التي أضيفت عرضا) عدنا مرة أخرى إلى فكرة القانون المغلق. فحقيقة لا يوجد قانون يمكن لجهاز الأمن أن يرجع إليه أو أن يستخدمه كمرجعية، فهو غير مرتبط بأي من الأجهزة العدلية الأخرى في الدولة...لا توجد مرجعية لقانون الأمن الوطني سوى في نص الدستور الذي يحدد تبعيته واختصاصه.
هل مادة قانون الأمن بشكلها المبهم هذا، تبيح استخدام القوة المفرطة  أثناء التحقيق مع المشتبه (إذ لا متهم في جهاز الأمن حقيقة...ليس ذلك من سلطات جهاز الأمن فهو جهة تحقيق)


بالنسبة لمقالي السابق...أتركه كما هو...يبدو أن اللبس ليس مني ...بل من هذا القانون الأخرق المبهم!!!




Friday 13 January 2012

اعتذار وتنويه

أود أن أعتذر عن التعجل في نشر المقال المعنون: مافي حاجة اسمها جهاز الأمن، إذ أنها تحتوي على بعض المفاهيم المغلوطة، التي ارتكبتها عن سهو (بحسن نية) وسوء تفسير لبعض المواد القانونية الواردة في قانون الأمن الوطني للعام 2010
سيتم مراجعتها وإعادة نشر المقال من جديد، مع الإشارة لمواطن التصحيح والخطأ..
يعني المقال القديم حيكون قاعد عندي ولما أعمل التصحيح حأوريكم أنا غلطت وين
المقال سيسحب من المدونة مؤقتا،ثم ينشر ثانية مع تنويه أن هناك تصحيح

أكتب هذا التصحيح بعيد عن أي تأثيرات خارجية (عشان الناس ما تشطح بخيالها) وإنما يقع تحت المراجعة الدائمة التي أقوم بها لما أكتب

و يا سلام على الأمانة والذمة


ميسون النجومي


Sunday 8 January 2012

مافي حاجة اسمها جهاز الأمن الوطني

إن قانونا ليس عادل...ليس بقانون على الاطلاق. (هنري ثورو)

جهاز الأمن الحالي بيعمل تحت قانون الأمن الوطني للعام 2010. الوظيفة الأساسية حسب المنصوص عليهو في الدستور هو إنها تجمع معلومات ضد أي مهددات للأمن الوطني، طبعا عارفين انهم في الحكاية دي هم تعبانين شوية...يعني ضربة بورتسودان، ضم حلايب، عملية الذراع الطويل للعدل والمساواة في عمق العاصمة، مقتل الدبلوماسي الانجليزي قرانفيل. لكن الاعتقاد السائد والخاطئ هو إنو جهاز الأمن الوطني دا اتعمل عشان المعارضين السودانيين السياسيين للحكومة.. لا الكلام دا ما صاح

 القانون دا ما اتعمل عشان المعارضين السياسيين، ما اتعمل عشان الناس الشغالين سياسة وضد الحكومة. لأنو قبل قانون الأمن الوطني منذ بدايات حكم الانقاذ في التسعينات، ناس المعارضة ديل كانت الحكومة بتقبضهم وتسجنهم وتعذبهم دون ما تحتاج لجهاز أمن ودون حاجة لقانون من اصلو.... الطلبة الشغالين سياسة في الوقت داك حيقولو ليك إنو زملاءهم الكيزان من الطلبة  كان بيجروهم لبيوت الأشباح ويعذبوهم دون ما يكونو امنجية ... الطلبة الشغالين سياسة في الجامعات والثانويات السماهم "الكاتب الكيزاني" عبدالوهاب الأفندي في كتابو "الثورة والإصلاح السياسي" سماهم "بالأتراك الشباب" أو شباب "تركيا الفتاة" ديل كانوا من نفسهم بيقمعو المعارضة السياسية للحكومة دون ما تندفع ليهم قروش ولا أي حاجة..متطوعين يعني. وعبدالوهاب الأفندي ذكي جدا. شبهم بشباب تركيا الفتاة اللي هم كانو مجموعة من الطلاب الجامعيين أيام الحكم العثماني، قدرو يكون ليهم تأثير كبير في السلطة ويكونو جزء منها، و نفذو الكثير من سياساتها، هم نفسهم النفذوا عمليات إبادة وحشية وترحيل قسري للأرمن في تركيا من أجل الحكومة.

وأنا لما دخلت جامعة الخرطوم كان طلاب التسعينات بيذكرو خطبة شهيرة في المين رود لعلي عبدالفتاح "الشهيد" كان بيقول فيها إنو: الكوز يركب الموتر ويمسكك من ياقة قميصك ويجرك في شوارع الخرطوم (دي هسي بسموها السحل) ثم لا يحول بينه وبين الجنة شيء. (يعني يعمل
فيك دا كلو لوجه الله)!!!!



العاوزة أقولو...إنو ما تفتكر عشان إنت ما شغال سياسة إنك في أمان من قانون الأمن الوطني2010...أساسا قانون الأمن الوطني دا اتعمل عشانك إنت..إنت الما شغال سياسة... قانون الأمن الوطني2010  اتعمل عشان لجنة المعلمين المناهضة للاستقطاعات (ديل مدرسين المدارس المعترضين على حكومة الولاية اللي بتلهف جزء كبير من مرتبهم دون سبب...هو اساسا مرتب الاستاذ كلو قدر شنو)... قانون الأمن الوطني2010  اتعمل عشان لجنة المتضررين من  سد مروي من المناصير (اللي الحكومة مرقتهم من بيوتهم وأراضيهم وأكلت تعويضاتهم) ...قانون الأمن الوطني 2010 دا اتعمل لمزارعين الجزيرة الواقفين ضد قانون مشروع الجزيرة للعام 2005 (اللي عمل على تفكيك مشروع الجزيرة بعد ما خلاهو ينهار ، وبيجبر المزارعين يبيعو بأبخس الأثمان، وتسمح لأنو يتم استغلال مزارع الجزبرة الأكلك وكساك من خيرو بواسطة شركات أجنبية وخاصة تمص دمه) قانون الأمن الوطني2010 دا اتعمل لحماية سيد الدكان العندو واسطة في المؤتمر الوطني أو في الأمن إنو يحبسك لو إنت ما سددت الدين العليك...قانون الأمن الوطني2010 دا اتعمل لحماية شافع كوز قليل أدب مسنود إنت اتلاقيت معاهو في الشارع واتشاكلت معاهو.... بإختصار، النظام كان محتاج لجهاز مسلح يرعى مصالح الناس الموالين ليهو. دا جهاز وقانون اتعمل مخصوص لحماية السلطة من أمثالك...إنت منو؟ إنت المواطن العادي، الما شغال سياسة، وما عندك حزب، الماشي جمب الحيط، الما شليق.




أنا قاعدة أبالغ؟ لا أبدا... لو الحكومة دي قالت ليك أنا حأطلع قانون...القانون دا حيخلليني أعمل جهاز...الجهاز دا ممكن لأسباب بتخصو هو وحدو، إنو يسوقك من سريرك، ويحبسك لمدة 3 شهور دون ما أهلك يعرفو عنك حاجة، دون ما يوجه ليك تهمة، دون ما تجيب ليك محامي يسأل إنت اساسا مقبوض ليه. الجهاز دا بحسب القانون ممكن يعمل فيك الهو عاوزو ....ممكن أثناء ما هو قابضك عندو إنو أثناء التحقيق يقد ليك عينك، أو عشان يخلليك تتكلم يتحرش بيك جنسيا، أو وهو ما قاصد إنو ينفخك... المهم إنو "يرتكب فيك جريمة بحسن نية" أنا الجملة دي خاتاها بين قوسين عشان موجودة في القانون، وطبعا النية عند زامل النية وأفتكر مجرد ورود كلمة "زي جريمة" في نص قانوني معناها واضح.. كديه فكّر القانون عادة بيطلق كلمة جريمة على شنو، واسأل روحك شنو السبب البخللي جهاز حكومي يقول لأعضاءه (مسموح ليكم ترتكبو جريمة)!! المهم بعد ما الجهاز يتكرم ويخلي سبيلك، هو بيقول ليك ممكن تشتكيهو لو إنت حاسي بظلم... تشتكيهو لمنو؟ تشكتيهو ليهو هو زاتو...خخخخخ.... يعني اتخيل زول دقاك...تقوم تشتكي ليهو إنو هو دقاك!!!!  طيب قلنا ممكن تشتكيهو لروحو عشان ما يعاقب روحو بروحو... حيحاسب روحو كيف؟ الله أعلم! حيعاقب روحو كيف؟ الله أعلم. هل لو ...فرضا..مثلا..خللي عندك خيال يعني...إنو عاقب روحو، حتحس إنو اخدت حقك؟الله أعلم...(التعديل لهذه الفقرة في المقال التالي) دا لأنو الجهاز بيتكلم عن محاسبة اعضاؤه في محاكمات سرية. الجهاز دا ممكن يعتقلك بزول ماسك بطاقة مكتوب عليها "ضابط أمن"... أو ممكن  زول عندو رخصة سواقة، أو بطاقة تموين بتاعت سكر وزيت، لأنو الزول دا اسمو "المنتسب للأمن"!!!



هل يا عزيزي المواطن اتخيلت المنظر؟ قانون ممكن يعتقل أي زول لأي سبب يخترعو ويعمل فيهو أي حاجة دون ما اي زول يسألو. تفتكر ممكن قانون زي دا يخدم المواطن كيف؟ تفتكر ممكن يخدم الوطن كيف؟ لو قلت ليك الجهاز دا بشكلو دا بيتبع لرئاسة الجمهورية وهي البتعين رئيسو....ممكن تسنتج شنو؟



القانون المغلق: دا قانون الأمن الوطني. كالاتي: قرار جهاز الأمن بيطلع من جهاز الأمن زاتو، وبينفذو جهاز الأمن، وبيحاكمو جهاز الأمن... جهاز الأمن هو جسم تنفيذي، الجهة الوحيدة الممكن تساءلو حسب الدستور هي : رئاسة الجمهورية، اللي هي برضو جهة تنفيذية. عادة أركان الحكم في السودان بتتضمن عدة سلطات:  قضائية ، تشريعية ، وتنفيذية، ورقابية، لازم تكون منفصلة عن بعضها البعض ، هي بتعمل مع بعض عشان السلطة التنفيذية ما تنفرد براها ...ومعروف المقولة: السلطة المطلقة –بالضرورة – تؤدي للفساد المطلق. الشي الوحيد الممكن يخللينا نقول إنو جهاز الأمن ، هو فعلا جهاز وطني...هو إننا نسلم إنو الناس ديل نيتهم بيضا (!!!!!!)  لكن تعرفو...لو جهاز الأمن دا ختيت فيهو ملائكة وقلت ليهم اشتغلو بقانون الأمن الوطني 2010 لفسدو في الأرض، فما بالك بالبشر؟ وما بالك بجهاز في الأصل سيء السمعة


أنا ما عاوزة اتكلم عن اسقاط النظام ولا تغيير النظام ولا انقلاب ولا أي حاجة...أنا حأفترض إني بنوتة ظريفة ولطيفة عاوزة بلدها السودان يتطور...ياخ أقول ليكم حأفترض إني متطوعة في مجموعة اسمها بكرة أحلى وفعلا بديت أتطوع في مشاريع تفيد البلد
أنا عاوزة اوزع سندويتشات فطور لطلبة المدارس مجانا، لأنو في مدينة مدني وفي مدينة سنجة، في تلاميذ في سنة أولى ابتدائي عمرهم سبعة سنين بيدوخو رب كدا ويقعو في الواطة لأنهم جعانين وما عندهم حق الفطور ( في ناس ما مصدقة الكلام دا وبتفتكر جمعية ود مدني البتوزع الاف السندوتشات على المدارس يوميا بتعمل كدا ساي، أو ربات البيوت في مدينة سنجة بالتعاون مع المعلمات بيتبرعو بفطور المدرسة للطلبة ساي....فياقة يعني)  طيب كل يوم بحشي سندوتشات للمدرسة واحدة فيها طلبة بالكاد بيقدرو يدفعو حق الفطور...وحقيقة أنا وفرت على اهلهم تمن الساندويتش وممكن بدلو يشترو كيس صابون بدرة بألف..او عيشة زيادة للغدا... المهم كدا الطالب بياكل وبيوفر قروشو...سيد الكافتريا ما عجبتو الحركة دي..بصراحة معاهو حق، لأنو الطلبة بقو ما بيشترو منو، وأنا حقيقة ما بشتري منو السندوتشات لأنو بتمن سندوتش واحد أنا ممكن اعمل سندوتشين وأوزعهم ببلاش. المهم سيد الكافتريا ما عجبتو الحركة دي لكن انا ما في زول ممكن يمنعني اعمل الحركة دي...مدير المدرسة مبسوط مني وأي حاجة وقال لي وزعي براحتك. بس صادف إنو بتاع الكافتريا عندو ود عمو شغال مع ناس الأمن..قال ليهو ياخي ما تتصرف معاي في الحكاية دي. وقام اتصرف معاي وعمل الواجب مع ود عمو..وربنا أمر بصلة القربى
حتقولو لي...البلد ما فوضى وحاجة زي دي ما ممكن تحصل...أدوني سبب واحد يخللي حكاية زي دي ما ممكن تحصل؟ هل في قانون بيمنعها؟ ابدا بالعكس في قانون بيشجعها...في قانون بيخللي الأمنجي دا يمسكني دون ما سبب و يعمل فيني (جريمة بحسن نية) ولو فيني الروح يفكني دون ما زول يسألو و ما في أي زول اشتكي ليهو لأنو قانونيا ما ممكن اشتكي لزول غير ليهو هو زاتو.

حأعيد من تاني قانون الأمن الوطني دا حاليا بيطبق على أي زول يطالب بحقو... على أي زول يقول : يا اخوانا الحقوني في جماعة بياكلو في حقي....او حتى أي زول  يقول: بصراحة يا جماعة إنتو أكلتو حقي لكن والله ما حركة ظريفة منكم

لا يمكن تتكلم عن تقدم البلد بوجود قانون الأمن الوطني 2010... دا للناس البيتشدقو وبيقولو حتى لو الحكومة دي كعبة ممكن نتعامل معاها عشان نصلح الحال...غيرو القانون دا وبعدين نتفاهم...غيرو قانون الترويع اللاوطني...دا قانون بيدي سلطة لناس بيسمح لأفرادو إنهم يرهبو الناس ويروعو الناس.
بالمناسبة الحكومة حتقول ليكم ما احنا حنعمل دستور دائم، ولما نجي نعمل الدستور الدائم حننفذ كل طلباتكم ، حاضر من عيني(!!) حنعمل قانون جديد زي ما إنتو عاوزين....كلام جميل ...بس فيهو مشكلة واحدة...عشان نوريك يا حكومة إحنا عاوزين شنو لازم تلغي أو تغيري قانون الأمن الوطني الحالي للعام 2010 عشان أقدر أقول رايي دون ما يجي زول يتلب بيتنا وياخدني لأي مكان دون اي سبب ودون ما يحاسبو زول...مش؟ مش كدا يا حضرة الأمام الصادق؟ مش قبل ما نتكلم عن دستور انتقالي ولا    لدستور دائم، أو تغيير النظام بدل اسقاط النظام...الغي القانون دا عشان اقدر اغير النظام وما اسقطو؟ 
أنا عارفة إنو في ناس حتقول، جهاز الأمن؟؟؟؟ في زول عاقل في الدنيا يخت روحو في مواجهة جهاز الأمن عشان يطلع عينو؟ لكن برضو في سؤال أهم هل في زول عاقل في الدنيا يرضى إنو يخللي جهاز الأمن يطلع عين الناس ويطلع عينك إنت زاتك؟
يبقى قبل الكلام عن أي حاجة، لو الحكومة عاوزة تثبت حسن نيتها...لو الحكومة عاوزة تقول إنها عايشة في ربيع ديمقراطي...مش بس تتمسح بالليبين والمصريين...كديه أثبتي لينا الكلام دا... كديه غيري قانون الأمن الوطني للعام 2010 اللي مافي قانوني في البلد ما اعترض عليهو
دايرين جهاز يكون مساءل أمام جهة رقابية... زي البرلمان...يفحص أداء جهاز الأمن، وميزانية جهاز الأمن..ولا شنو؟ دايرين أمر القبض يطلع من جهة مستقلة: زي النائب العام أو قاضي مستقل. دايرين جهاز الأمن ما يكون عندو سلطة القبض والتحفظ ( هو دا شنو دا؟ الأمن يقبض، والبوليس يقبض، والنظام العام يقبض) البوليس بس اليتحفظ، جهاز الأمن عليهو إنو يحقق وبس.... لازم تكون في دواعي واضحة ومعروفة للتحقيق مع الفرد أو الجهة. وبرضو: الغو لينا بالله حاجة اسمها : محكمة الأمن الوطني لا فيها استئناف لمحكمة عليا ولا فيها سجم رماد، لأ و شنو كمان؟ ممكن تصدر حكم الاعدام على ضباط الأمن العندها...كدا! من نفسها؟ صفقة قوية لحكومتنا..القدرت تخلق دولة جوة دولة.
أنا قلت فوق: إن قانونا ليس عادل، ليس بقانون.
وقانون الأمن الوطني 2010 ليس عادل وليس بقانون....بالنسبة لي ما في حاجة اسمها الأمن الوطني دا جهاز غير شرعي، ولا يمكن انصاع ليهو... لو دق باب بيتنا حأقفل الباب في وشو...لو تلب جوة بيتنا ...حأتعامل معاهو كمتعدي ..لو قال لي أرح..ما حأمشي معاو...لو زول من الشارع قال ليك ارح حتمشي معاهو؟ بالضبط الأمنجي نفس الشي..لو جراني بالغصب لمكاتب الأمن..دا ما اسمو اعتقال...دا اسمو  اختطاف! بس عشان تاني نصحح لغتنا (المرة الجاية يا دكتور فاروق ابو عيسى، كرجل قانوني، لما يجو يسوقوك ناس الأمن..رجاء تقول ليهم 
مقولة هنري ثوروه الشهيرة: إن قانونا ليس عادل ليس بقانون)
والرجاء موصول لكل قياداتنا يحاولو يكونو قدوة
أضعف الايمان: كلمو أي زول عن قانون 2010، قولو ليهو كيف إنو القانون دا بيمنع بلدنا إنها تتقدم خطوة واحدة لقدام.
أنا عارفة في ناس حتقول إنو من الجنون الواحد يقيف قدام جهاز الأمن ويعرض نفسو للخطر... لكن برضو من الجنون إنك ما تقيف قدام الأمن الوطني وتخلليهو يعرض غيرك للخطر

هذا أول القول في جهاز الأمن الوطني وقانون جهاز الأمن الوطني 2010

http://www.moj.gov.sd/laws_3/12b/10.htm


القانون موجود هنا (عاين فرحانين بخيبتهم كيف؟ حالة بشرية فريدة الناس ديل) خخخ

Monday 2 January 2012

عزيزي المواطن الما أمنجي....معليش، لكن شكلك أمنجي


في عرض لكوميديان امريكي مضحك وذكي ولماح، كان يتحدث فيه عن الفتيات الاتي يرتدين ملابس فاضحة، ثم يغضبن إذا ما حدثهن رجل بشكل غير لائق... فقال: هذا صحيح، فقط لأنك ترتدي زيا بشكل معين لا يعني أنك تتصرف بشكل معين...لكن عليكن يا بنات أن تدركن أن هذا الأمر محير جدا... كأن أرتدي زي شرطي كامل، ويلجأ إلى أحدهم فأقول له: فقط لأني ألبس زي شرطي لا يعطيك الحق أن تفترض أنني شرطي. وختم قائلا: صحيح إنه لا يحق لي مخاطبتكن كفتيات ساقطات، لكن علي أن اقول إنكن ترتدين زي الفتيات الساقطات

تعرفون أن الحكومة أعدت (وهذا كلامها بعضمة لسانها) وحدة اسمتها وحدة الجهاد الألكتروني.... وهذا حق مباح لها. وظننت أنهم سيكونون ممن يقارعون الحجة بالحجة  كما كان يفعل كيزان زمااان ما قبل انفصالهم إلى شقين...شق القايلين روحهم اسلاميين (شعبي) وقسم العاملين فيها اسلاميين (الوطني). لكن استنتجت من الحملات التي يشنونها أنهم مجرد وليدات، كل حيلتهم في "الجهاد" هو ((والله نطقطقكم كلكم)) ، ((اطلعوا لينا الشارع كان رجال)) ، ((والله البشير دا فوق راسكم))  ، ((البشير دا أرجل راجل)) وأرجل راجل هذه كثر ما سمعتها سأفصل لها مقالا منفصلا هي والثانية ((يا البشير أنت أبي وأنت أمي وأنت أخي)) والله ما افتريت على القائل..وأصلكم باللينك لهذا التعليق إن أردتم ، فعلا قال: أنت أمي!! وهذا من باب الشطط في الولاء، والشيء الذي يزيد عن حده فينقلب ضده ، وأيضا ((لن نسلم لكم لكي تفتحوا البارات  يا كفار)) وايضا ((كضابيين... أنا هسي كنت في موقف المواصلات مافي أي مظاهرات، الفيديو دا مفبرك، جبتو ليكم بصات وعملتو فيها كأنكم واقفين في السوق)) أو وهذه أشهر مقولاتهم ((نعمل ثورة عشان يجينا منو؟))وما إلى ذلك

المهم ، أنا اتابع صفحات التغيير، وكثير ما يعلق شاب أو شابة هازئا مستهزئا او مستنكرا، فينهال عليه الشباب قائلين :"امنجي!"
"كم دفعوا لك يا كوز!" أو "الليلة الوردية بتاعتك يا امنجي! "
والمسكين لا علاقة له لا من بعيد ولا من قريب بالأمنجية والكيزان، اراد فقط أن يدلي بدلوه فيستنكر قائلا :" أنا ما أمنجي!! إنتو بس أي زول ما يعجبكم كلامه تعملوهو أمنجي!! " والمسكين معه حق يا شباب التغيير لا تتهموا الناس بالأمنجية والكيزان يمنة ويسرة
 وقس على ذلك في الجامعات وفي الطرقات، يعلق أحدهم قائلا "أولاد ميكي مرقوا الشارع" أو " المظاهرات الليلة في لذيذ" أو "ديل ناس ما عندهم شغلة ساي" أو " اخير ناس البشير ديل من غيرهم" وهي وجهات نظر صريحة لا شيء فيها، فيستغربون كيف يتوجس الناس منهم وينظرون إليهم كأمنجية
لكن عليك يا شاب وشابة أن تتفقوا معي أن الأمر محير لنا كلنا ..صحيح أنكم لستم بأمنجية، لكن علي ان أقول لكم أنكم تتحدثون  تماما كأمنجية (وحدة جهاد الكتروني بالتحديد)!


Sunday 1 January 2012

مريم / نجلاء التوم


" لست أدري من أين ابدأ الحديث عن هذا النص المترف.. هل أبدأ من اللغة الباذخة البهية التي تضاهي السرد الانجيلي ؟ اقولها دون مبالغة.
قلت (ببصيرة عالية) أن نجلاء التوم ليست كغيرها من الشعراء الذين يتعكزون ويتوكئون على الاسطورة والتراث الديني والصوفي باستلاف تعابيرها وقوالبها الجاهزة.قلت أن نجلاء التوم تهضم كل هذا التراث لتنتج سردا شديد الخصوصية ذا بعد ذاتي
هنا في "مريم" ... ما رأيت مثيلا لهذا التكثيف والعمق سوى في "بييتا" ميكلأنجلو..لا ليس العمق..هو التكثيف، اقول ليس عمق لأنه ليس تشريحا للحدوتة الأشهر في التاريخ البشري، نجلاء التوم اتخذت منحى شديد الخصوصية
من مريم؟ من مريم لعيسى؟ من مريم لإبن الرب؟ من مريم للمعلم؟ من مريم دون عيسى؟
والأهم أين مريم من كل هذا؟
وأين عيسى من كل هذا؟ من هذه النبوة/ الألوهية المقحمة عليه
نجلاء التوم هنا تلفت نظرنا هنا أن الأمر ليس ببساطة: ام وابنها، أو ابن وأمه... أو تابعة مخلصة ومعلم
الأمر يحمل تعقيدات اكبر (كما ينبغي لها القصة أن تحمل، وكما ينبغي للشعر أن يفصح عن هذا التعقيد)
الحوار المحكي على لسان عيسى مخاطبا أمه يأخذك إلى مناحي عدة
مريم المهووسة بالبشارة، مريم المتشبثة بقسيمها الأوحد في هذا القدر الالهي الذي يربطهما سوية، مريم المفتونة بعيسى...والكثير الكثير
أقول دون خوف أن ها هنا في "مريم" نجلاء التوم ، تتكشف بعدا ملحميا للسيرة الالهية." أنا ! 
Pieta Michelangelo

مريم

تذكرت وأنا أعثر على هدية الموت
أنك هديتي؛
تذكرت يديك؛
مقاليد الرضا في أصابع القسوة؛
رضا طيوري كثيفة باهتة محتشمة
وتجلس في قطار
كنت أوجد فيهن
وإلى الأبد
حلما يتخلق في حلم
حتى باركتني ضلوعك.
والآن يا حبيبي يا هدية الرب
انقضت الأعياد؛
انقضى النبل
انقضت الجسارة؛
وفي يدي مفاتيح نسيتها الأبواب
أفتح بها الضجر
وحراسك على طول القلعة بيافطات قمرية
تخفت وتضيء.


ها أنت حبيبي على العرش
وصوتك في الحديقة يكفر:
توقفي لمرة عن اللحاق بي،
لم أكن في الحلم الذي بشرت به؛
أنظري لوجهك
هل تشبهين الآن أي نبية
وهل أشبه معجزة تتكدّر؟
جاراتك يتأوهن بلا سبب
لست بشارتهن
ولم أكن أبدا ابنا لك
يا مريم
أنا هنا
في الحلم الذي أرعبك منذ ثانية
وحبستيه في مكحلة النحاس؛
أنا تلك الزهرة الزانية،


القطي تمرك يا مريم
وبقدمك اليمنى السافرة
مري من فوقه بعد أن تذبحيه،
مري يا مريم
على رعيتك في الوادي؛
اعبري النهر إلى الغابة وأقطعي متاهة الشمس إلى
مرآتين
وما إن تظفري بطغيانك
طالعيهما
حيث تقنط القيامة من الموتي
وينفذ الخلود.

مريم مريم مريم
تحت بوابة الهجر
حيث لا ينادى على أحد؛
حيث تحرق الأسماء في كهوف مرقمة
وينقع الجسد في الأمومة
أسود أصم وبلا ذاكرة:
أناديك.

احصديني من الخندق يا أمي؛
احصدي جسدك الطفل
من زهرة الصليب،
ضمديه بالأحراش، لفيه في الأوبئة،
احصديني من النسيان،
أنا غرورك المفتون على القارعة يتوب؛
ضفدع ملوكي مبهج
مطمور في شهقة الصبية ومنسي على الدوام؛
وها أنت ذي أمامي
ولا أملك أحميك مني.
ها أنت
موجوعة حافية معطوبة
تنعقدين مع الرياح وينطرح عليك كوكب.
أولا ينتهي غناؤك يا أخت؟
مريم
اسمعيني
كفي عن الصلاة
قليلا،
وأفردي كفيك لقلبي يحط.
ضيعي الحديقة
احرقي القصر
وبخي جديلة الرخام
وتسلقي العتمة.

مريم
مريم
قلبي وقلبك شمش وقمر،
وأنت الآن تغربين
آه
لو يعن لك الهرب،
آه
قبل أن تصعد أبراحي؛ وتبدأ أنجمي في الفوران!
لكنك أمامي
ولا أملك أحميك،
أنا ضفدعك الحبيب
مستبدا؛
أنا الركام على البينة، والبينة على جحود؛
وأستسقيك
يا نبية؛
أمطري من كل جهة لأحيا وأسميها،
من كل طعنة
أسلم وأفتدي أرواحي بخسوفاتك.
مريم قلبي في قلبك قمر في قمر،
وها انت تمطرين،
ها أنجمي ترتعش،
ها نحولك يختال وسوادك يفصح؛
كل قطرة منك عليّ
حياتي عليك.
احصديني من الموت
مريم
وغيبي؛
جمهور دمك يذكرني بما لا ينسى
يا أمي.